السؤال
السلام عليكم..
أنا متخرجة منذ مدة، ولم أستطع الحصول على وظيفة لأسباب، أولها أن الوظائف الحكومية محدودة، ومن الصعب الحصول عليها.
والسبب الثاني هو: أنني أريد أن أتحرى المال الحلال، لكن عندي وسواس يمنعني من العمل في القطاع الخاص، فمثلا في المحلات؛ لأن هناك سلع كثيرة صينية في بلدي، وأحس أنني لو بعت هذه السلع سأؤذي الناس، لأنها رديئة وغير مطابقة للمعايير العالمية، فمثلا: في محلات الملابس والأواني والديكور كلها تحتوي على منتجات صينية، وهناك محلات تبيع سلعا جيدة النوعية، لكن فيها ملابس متبرجة.
أنا بحاجة إلى المال؛ فنحن عائلة بسيطة، فبماذا تنصحونني؟ هل أنا أبالغ بتفكيري؟ كيف سأحصل على عمل حلال؟
شكرا على جهودكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ donia حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فمرحبا بك -أختنا الكريمة- وردا على استشارتك أقول:
حين يعمل الشخص في محل يبيع أدوات صينية الصنع، هو لا يقول لهم إن هذه السلع أصلية، ولكنه يبيعها لهم على أنها صينية، وهم يدركون ذلك ففي هذه الحال لا يوجد في العمل أي غش، وكسب البائع وأجرة العامل حلال، ولا شك.
ولكن لو قال لهم إن هذه سلع أصلية، أو غرر عليهم من خلال مدح السلعة، ففي هذه الحال يكون الموظف قد وقع في الحرام.
وهكذا إن عملت في محل لبيع الثياب، سواء كانت كما وصفت متبرجة، أو غير ذلك، فالنساء يحتجن للبس ذلك لأزواجهن، ولبس المرأة تلك الملابس لزوجها، لا شيء فيه، ولا يلزم أن البائع يسأل المرأة هل أنت متزوجة أم لا، وهل ستلبسين هذه الملابس لزوجك أم ستخرجين بها إلى الشارع؛ فهذا من التنطع والتشدد المذموم، وهنالك أشياء كثيرة تباع لا يلزم أن نسأل المشتري عن كيفية استخدام تلك السلعة، فإن بين أن استعماله سيكون بالحلال بعنا له، وإلا رفضنا البيع، فهذا كذلك من التشدد الذي ما أنزل الله به من سلطان.
ومثلا الهواتف وآلات التصوير، وأدوات الحلاقة، والمكياج، والزبيب، والتمر، والعنب، والعسل، والسكاكين، والتلفزيونات، وغير ذلك فهذه أشياء يمكن أن تستعمل بالحلال، ويمكن أن تستعمل بالحرام، ولذلك فالشرع ينظر إلى أصل حلية البيع، فإن كان الأصل حل البيع فيجوز البيع دون أي سؤال للمشتري.
فالذي أنصحك به ألا تضيقي على نفسك، وعليك أن تعملي بهذه القاعدة، وهي النظر إلى أصل حل البيع للسلعة التي ستبيعينها.
نسعد بتواصلك، ونسأل الله تعالى لك التوفيق.