السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا أدري كيف أطرح سؤالي -والله المستعان-.
كثيرا ما أتناقش مع أمي قبل وفاة الوالد وبعد وفاته، ودائما يصل الموضوع للجدال بخصوص إخوتي فأنا أوسطهم في العمر، وهم لا يستجيبون ويتهربون من المسئولية.
أخي الأكبرعاطل عن العمل، ويقع بمشاكل ثم يلقي بالمسؤولية علي، ويتهمني بالمشاكل، بل ويضربونني دائما رغم كبر أعمارنا.
تطلبني أمي بمساعدته لوضعي الشخصي وعلاقاتي، فأقترح مبالغ لكنه لا يشكرني، بل يسبني ويقول: أنت سبب مشاكلي، وهو الذي يسبب المشاكل بتهربه من المسئولية.
تناقشت مع أمي في موضوعه وهي تدافع عنه، قلت لها: لا تعلميه الخطأ وخافي الله فيما تقولينه عنه، قالت لي: الله يلعنك ويلعن عيشتك.
من ذلك الوقت أنا في هم وغم خشية أن يجيب الله دعائها، كرهت الحياة كلها وكأن الأبواب أغلقت أمامي، وأصبحت أصلي وأستغفر.
فهل أجد عندكم حلا أو إرشادا؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو عبد الرحمن حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
اعلم -وفقك الله- أن اللعن كبيرة من كبائر الذنوب، سواء صدر من الأم أو من غيرها على أولادها أو على غيرهم، قال -صلى الله عليه وسلم-: (لا يكون اللعانون شفعاء ولا شهداء يوم القيامة).
فالواجب عل أمك التوبة إلى الله سبحانه والاستغفار وحفظ لسانها من لعن أولادها، بل يشرع لها أن تكثر من الدعاء لهم بالهداية والصلاح، أما خوفك من آثار هذه اللعنة عليك فإن كنت غير ظالم، ولا عاق لها فلا تلتفت إلى آثار هذه اللعنة عليك فإن الله حكم عدل لا يؤاخذ بدون سبب.
وإن كنت ظالما عاقا لوالدتك فالواجب عليك سرعة التوبة والاستغفار من ذلك، وطلب رضى أمك حتى تدعو لك ولا تدعو عليك، وفي كل الأحوال احرص على عدم اغضاب أمك، أو جدالها حتى لا تكون متسببا في سبك ولعنك، بل تعامل معها بكل أدب واحترام، فإن وجدت أنها قد غضبت منك سارع إلى إرضائها، ونبها في وقت رضاها عنك وهدوئها إلى خطورة اللعن عليها، وعدم جوازه شرعا حتى على الحيوانات فضلا عن أبنائها؛ لعلها أن تتوب منه وتتركه.
أسال الله أن يصلح أحوالكم.