تقلصات المعدة والتهاب القولون سببت لي القلق والاكتئاب الدائم!

0 20

السؤال

السلام عليكم

الدكتور محمد عبدالعليم، جزاك الله خيرا على ما تقدمه في منفعة الناس.

عانيت منذ شهر من تقلصات في المعدة، مع حرقان في أعلى رأس المعدة، مع إسهال أحيانا وإمساك أحيانا؛ مما سبب لي القلق والاكتئاب بصفة مستمرة، فذهبت إلى طبيب باطني، وعملت عدة تحاليل، وتبين أنه التهاب في القولون، وصرف لي دواء gastrozole قبل الأكل بنصف ساعة، ودواء دوجتاميل بعد الأكل بنصف ساعة، وفيتامين زنك، وتحسنت قليلا. ذهبت للصيدلية وطلبت الزولفت ولم أجده، ووجدت اللوسترال نفس علاج الزولفت، فهل هو نفس الدواء يا دكتور محمد؟

تأتيني نوبات من الضيق والاكتئاب، فهل هي سبب التهاب القولون؟ أعاني من ضيق شبه مستمر، وعدم الراحة في يومي، وضيق من الجلسة مع الأهل، وفي معظم الوقت.

سافرت لفترة وشعرت بالراحة، لكن استمرار تهيج القولون هل هو بسبب الضغط اليومي؟ وما علاجه؟ وأحتاج بعض الإرشادات للتخلص من الضغوطات ومن الرهاب.

علما أني استخدمت اللوسترال، فازداد الحرقان في المعدة، فهل أستمر في أخذه؟ هل أستخدم علاجا آخر؟ هل أستخدم نيكسيوم أو جاستزول؟ أرجو أن تشرح لي طريقة استخدام العلاج.
   
لقد تغير حالي بفضل الله ثم بفضلك يا دكتور، فجزاك الله خيرا، الله ييسر لك ما تتمنى ويسعدك في الدنيا والآخرة. أحبك في الله.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أشكرك على الثقة في إسلام ويب وعلى تواصلك معنا، واستشاراتك السابقة واضحة وكذلك هذه الاستشارة.

أعراضك نفسوجسدية في جلها تتمركز حول الجهاز الهضمي، وهنالك علاقة وثيقة جدا ما بين القلق والتوتر النفسي الداخلي والتقلصات العضلية التي تصيب الجهاز الهضمي على وجه الخصوص؛ مما ينشأ عنه ما يعرف بالقولون العصبي أو العصابي، وهذا في حد ذاته يزيد من القلق، وحين يزداد القلق تزداد آلام القولون والمعدة.

إذا: الأمر يعتبر حلقة مفرغة يدور الإنسان حولها، قلق توتر أعراض جسدية معظمها تتعلق بالجهاز الهضمي، وهذه الأعراض تزعج صاحبها وتؤدي إلى مزيد من القلق والتوتر وربما الاكتئاب، وهكذا يزداد الألم مرة أخرى، أنا أعتقد أن هذا هو الذي يحدث لك -أيها الفاضل الكريم-، وعسر المزاج والاكتئاب البسيط الذي تعاني منه هو مرتبط بحالتك النفسوجسدية.

الرياضة تعتبر علاجا رئيسيا وأساسيا في حالتك؛ هنالك دلائل علمية وأوراق علمية رفيعة جدا منشورة في دورات علمية كبيرة تؤكد أهمية الرياضة لعلاج الأعراض النفسوجسدية مثل النوع الذي تعاني منه، ونصيحتي لك بجانب الرياضة هي أن تستفيد من وقتك على أفضل ما يكون، وأن تكثر من التواصل الاجتماعي مهم جدا، ولا تتخلف أبدا عن واجبات اجتماعية.

بالنسبة للعلاجات الدوائية: لا تتنقل كثيرا بين الأطباء، يمكن أن تراجع مثلا طبيب الجهاز الهضمي أو طبيب الأسرة مرة كل ثلاثة إلى أربعة أشهر.

وفيما يتعلق باللسترال؛ أقول لك: نعم هو نفسه الزالفت والاسم العلمي سيرترالين، وهو دواء رائع جدا، أنا أعتقد أنه بجانب الدوجماتيل سوف يساعدك مساعدة كبيرة جدا، ويحسن من مزاجك ويزيل التوتر والقلق ومن ثم -إن شاء الله تعالى- تختفي أعراض الجهاز الهضمي خاصة إذا قمت بممارسة الرياضة كما أسلفت لك، فتوكل على الله وتناول السيرترالين، ويمكن أن أذكر لك الجرعة مرة أخرى، ابدأ بنصف حبة أي 25 مليجراما ليلا لمدة أسبوع، ثم اجعلها حبة واحدة ليلا أي 50 مليجراما لمدة شهر، ثم اجعلها حبتين ليلا لمدة ثلاثة أشهر، ثم حبة واحدة ليلا لمدة ثلاثة أشهر أخرى، ثم نصف حبة لمدة أسبوعين، ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة أسبوعين آخرين، ثم توقف عن تناول الدواء.

لا داعي لأي علاجات إضافية كالنيكسيوم أو الجاستزول، ولا تكثر -أخي الكريم- من الأدوية، ولكن أكثر من العلاجات غير الدوائية التي حدثتك عنها.

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات