السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
زوجتي تعاني من شكوك وأوهام بعيدة عن الواقع، حتى أنها اتهمتني بصورة مفاجئة بالتحرش في ابنتي والتي تبلغ ثلاث سنوات ونصف، بحجة أنها رأت احمرارا في المنطقة التناسلية، وشمت رائحة مني الرجل.
خيالات زوجتي سافرت بعيدا وقالت بأنني متزوج من أخرى، وأن لدي أطفال، وهي رأتني معهم في أماكن محددة، ولكن سرعان ما اختفت رواية الزوجة والأطفال، وقد استغرقت شهرا كاملا، وألصقت لي تهمة التحرش والحالة العدائية على الرغم من حسن الحياة الزوجية معها لمدة ثمان سنوات.
وحينما ذهبت إلى الأطباء النفسيين أكدوا لي أن هذه أعراض مرض الفصام، ويجب على زوجتي زيارة الطبيب، ولكنها ترفض تماما، وكتب أحد الأطباء لي دواء سيكودال شراب، يتم تناول جرعة منه مرتين فى اليوم لمدة شهر، حتى تستبصر الزوجة ويتم إقناعها بزيارة الطبيب.
سؤالي: هل هذه الجرعة كافية؟ وهل تعمل مع الشاي؟
وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حمزه حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
جزاك الله خيرا -أخي الكريم- على ثقتك في استشارات الشبكة الإسلامية، واسأل الله تعالى لزوجتك الكريمة العافية والشفاء.
أخي: هذه السيدة الفاضلة أصيبت بهذه العلة والتي أحب أن أسميها الاضطرابات الظنانية الذهانية، وليس من الضروري أن يكون لديها مرض الفصام؛ لأن مرض الفصام ليس ضلالات وظنانا فقط، بل فيه اضطرابات وجدانية، واضطرابات في التصرفات، وتدهور في الشخصية، وأشياء كثيرة، هذه السيدة أصيبت بهذه العلة وهي في عمر معقول، وهذا يعني أنه -إن شاء الله تعالى- بعد أن تتلقى العلاج سوف تتحسن أحوالها بصورة ممتازة جدا، وهذا النوع من الأمراض الظنانية يستجيب للعلاج بصورة ممتازة جدا.
معظم هؤلاء المصابين بمثل هذه الأعراض لا يعترفون بمرضهم، ومن أكثر ما يستفز مشاعرهم أن نقول لهم أنكم تتوهمون، لذا يجب التعامل بحذر معها، قطعا لا نقر ما تقول، ولكن يمكن أن يقال لها كلام (أرجو أن تطمئني، أمورك -إن شاء الله تعالى- كلها سوف تكون على خير) وهكذا، هذا النوع من الرسائل يستجاب له بصورة جيدة من قبل المريض ويتقبله، واجلس معها، اقرأ مثلا شيئا من القرآن الكريم، ويمكن أن تقول لها أنا أعتقد أنك مصابه بشيء من الإجهاد الجسدي وربما النفسي لماذا لا نذهب إلى الطبيب ليقوم بفحصك، بهذه الكيفية ربما تقتنع.
فإذا لا توقف محاولاتك أبدا بأن تقنعها لأن تحضر للطبيب، وإن لم تكن أنت الشخص المناسب فابحث عن شخص يؤثر فيها، كثير من المرضى الذهانيين يستمعون إلى أشخاص قد لا يكون لهم تأثير كبير في وضعهم الاجتماعي مثلا مع احترامي لهم، لكن المريض ينقاد لهم، وهذا نسميه الشخص المفتاحي، أي الذي من خلاله تفتح الأمور للتفاوض مع المريض، فإذا هنالك طرق ومحاولات يمكن أن تجدي -إن شاء الله تعالى-.
بالنسبة لموضوع السيكودال الذي وصفه لك الطبيب هذا دواء يسمى رزبيريادون، هذا هو اسمه العلمي، وهو من الأدوية الممتازة جدا لعلاج الذهان، وقطعا نحن الآن أمام مشكلة أخلاقية، هل تعطى هذه السيدة الدواء دون علمها، أعتقد أن الإجابة نعم، لأن هذا الأمر سوف يعود عليها بالنفع، بخلاف ذلك لا يسمح بأن نعطي شخصا دواء دون علمه، خاصة الأدوية النفسية.
الجرعة -يا أخي- يفضل أن تكون جرعة واحدة مسائية؛ لأن هذا الدواء يؤدي إلى النعاس ويؤدي إلى التنويم، يمكن أن تبدأ بجرعة 1 مليجرام فقط، احسب الـ 1 مليجرام كم يساوي من الشراب، وبعد ثلاثة أيام اجعل الجرعة 2 مليجرام ليلا، وبعد أسبوع اجعلها 3 مليجرام ليلا، هذه قد تكون كافية أو ربما تحتاج إلى أن ترفعها إلى 4 مليجرام ليلا، و-إن شاء الله تعالى- هذه الجرعة شافية.
يوجد دواء آخر يسمى أولنزبين، هذا دواء رائع جدا، ويذوب حقيقة في المحاليل، وكثيرا ما ننصح أن يعطى للمرضى، ولكنه مكلف بعض الشيء، لكن السيكودال أيضا -إن شاء الله تعالى- سوف يفيدها.
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا.