السؤال
السلام عليكم..
كان لدي وسواس منذ عمر 12 سنة، لكن مع الوقت بدأت أتغلب عليه، لكن عندما تزوجت وأنجبت أبناء كثر قلقي وخوفي، صرت أخاف أن يمرضوا، وصرت أفكر فيما لو مثلا سافرت أنهم سيمرضون، إضافة إلى شعوري بضيقة في الصدر قوية، فلم أعد بسببها أحس بمتعة الحياة ولا السعادة.
خطر في بالي أن أذهب لطبيب، ولكن خفت أن يضرني العلاج فيما لو حملت، فما هو تشخيص حالتي؟ وهل هي سهلة العلاج؟
فأكثر ما يقلقني أني عندما أخطط للذهاب لمكان ما أبدأ بالقلق، ماذا سيحصل لهم؟ ولكن لو حصل نفس الأمر دون تخطيط فإن الأمور تسير على ما يرام.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ منى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
يبدوا أن ما يحدث هو جزء من شخصيتك، ما يحدث معك هو جزء من شخصيتك، وأنت تعانين مما يعرف بالشخصية الوسواسية وهي شخصية دائما قلقة، ودائما تحمل هم لأي شيء وتحاول ترتيب حياتها وحياة اللذين من حولها، وهذا طبعا يؤدي إلى الضيق والتوتر والاكتئاب، لأن الشخص لا يمكنه التحكم في كل شيء، ولا يمكنه طبعا الاستمرار في القلق وحمل الهم طيلة الوقت.
وأبشرك بأن العلاج ليس علاجا دوائيا، وإنما هو علاج نفسي في المقام الأول، ولذلك ليس هناك مشكلة لو حملتي، فغالبا سوف يتم علاجك بعلاج نفسي من خلال جلسات نفسية، جلسات تساعدك في كيفية التعامل مع هذا القلق الزائد والخوف على الأطفال، وتساعدك أيضا في التعامل مع الضيقة وانعدام السعادة الذي تحسين به، وكما ذكرت أيضا التخطيط المستمر وحمل الهم لأي خطوة تقومين بها، كل هذا يتطلب علاجا نفسيا من خلال جلسات نفسية، ولا أظن أنك تحتاجين إلى أدوية.
وحتى لو احتجت إلى أدوية فهناك أدوية الآن تساعد في علاج مثل هذه الأشياء التي تعانين منها مع العلاج النفسي، ولكنها لا تؤثر على الحمل، فما عليك إلا طالما أنك تعانين أن تذهبي إلى الطبيب وسوف يقوم باللازم من ناحية العلاج النفسي، وكما ذكرت قد لا تحتاجين إلى أدوية، وحتى إذا تم إعطاؤك أدوية وذكرت له أنك متزوجة قد تحملين فسوف لن يعطيك أي أدوية تؤثر على الحمل.
وفقك الله وسدد خطاك.