السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اسمي رامي وأنا شاب مقبل على الزواج، وكما تعلمون تكاليف الزواج، ولكن أحمد الله عز وجل فالإمكانيات ميسرة إلى حد ما، ولكن هناك شيء يقلقني.
كنا قد اتفقنا وخطيبتي على أن نقيم حفل زفاف بأحد الفنادق، ولكني لست مقتنعا بإقامة هذا الحفل بنسبة (100%)، ولكن هذا هو الوضع الطبيعي حاليا، ومن المرجح أن يكلف هذا الحفل مبلغ وقدره (8000) جنيه مقسمة على العريس والعروسة، هذا بخلاف فستان الزفاف الذي سيكلف (1500 جنيه) -على العريس طبعا-، وقد اتفقت مع خطيبتي على هذا، ولكن حدث لي شيء غريب ذات ليلة كنت نائما وحلمت أني كنت أتحدث مع شخص لا أتذكره عن كيفية حجز مكان الفرح، ثم تركته وإذا بي وأنا سائر أسمع نداء يقول لي: (أتريد أن تفرح يوما وتغضب ربك على طول في بداية حياتك، أم تريد أن تغضب يوما وتفرح ربك على طول) ثم استيقظت ورويت ذلك لخطيبتي التي غضبت وقالت لي: (هذا اليوم أنتظره طول عمري، كما أننا نفعل شيء طبيعي). فقلت لها: الفيصل بيني وبينك الشيخ نسأل ونعلم معنى هذا الحلم.
أرجو إرسال الرد على هذا العنوان:
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ رامي محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فنسأل الله أن يوفقكم وأن يتم زواجكم على خير، آمين.
بخصوص استشارتك وما رأيته في المنام أخبرك ـ ابني ـ أن الزواج هو فرصة العمر وفرحته ينتظره الشابان بصبر شديد ليفرحوا ويفرح معهم الأهل، كما وأنه رابطة أبدية مدى الحياة يتمنى الزوجان أن يسعدا طوال حياتهما بهذه الرابطة، ومن هناك يعملان جهدهما وبكل الوسائل أن يسعدا، ولما كانت السعادة حقا هي منحة من الله تعالى فلا هي بالمال ولا بالجاه ولا بالدنيا، إنما هي في تقوى الله وطاعته؛ فإن الله تعالى يمنح هذه السعادة لمن يتقيه ويطيعه؛ ولهذا ـ ابنتي وابني ـ عليكما أن تبحثا عن طاعة الله وتقواه، وتسلكا هذا الطريق في زواجكما.
بلا شك إقامة الحفل في فندق بجانب ما فيها من التكلفة وأنتم في أمس الحاجة لهذا المال، كذلك فيها معصية الله لما يحصل فيها من اختلاط وتبرج وانكشاف وممارسات مخالفة لأمر الله ورسوله، علما بأننا في الكتاب قد كتبنا أنه تم العقد على كتاب الله وسنة رسوله، ونأتي هنا ونخالف كتاب الله وسنة رسوله.
أنتما ـ أبنائي ـ بين أمرين: بين عرف المجتمع وعاداته، وبين منهج الله الذي فيه رضا الخالق، والحمد لله كثير من شباب اليوم اختار الطريق الذي يرضي الله؛ لهذا فإني أقترح عليكما الآتي: إن كان ولابد وحتى لا تخلقوا إشكالا في بداية حياتكما فلا بأس من إقامة الحفل للنساء في الفندق بشرط ألا يحصل اختلاط فيفرح النساء وحدهن، ويكون حفل الرجال في مكان آخر تختارونه وتحرصون ألا يتم أي ممارسات فيها معصية لله تعالى كالخمر وغيرها.
ولكن إن استطعتم أن تحصروا احتفالكم في مكان مناسب وتقللوا من التكلفة؛ فهذا هو البركة نفسه؛ لأن الحديث واضح: (أكثرهن بركة أقلهن مئونة)، فكلما كانت الفتاة أقل مئونة وتكلفة كانت أكثر بركة.
واعلموا ـ أبنائي ـ أنكم ستفرحون في هذا اليوم ويأتي الناس ويفرحون ويمرحون ويأكلون وتترتب عليكم التزامات جمة، وبعد اليوم الأول تجلسان سويا لتواجها هذه الالتزامات وتلك الديون، وصدقوني لن يشارككم أحد من الحضور هذه الهموم، لاسيما وبعد انقضاء شهر العسل تأتون للبيت فتجدون قائمة طويلة من الأثاث والمعدات والأشياء في انتظار الشراء، والإمكانيات محدودة، وهذه الأشياء مهمة وضرورية؛ فتلجئون للديون، ومن هنا تبدأ المشاكل وربما بين الزوجين، والتي تؤدي إلى انقطاع العلاقة؛ فهل هذا المنهج قويم؟ لتفرحوا أسبوعا وتشقوا باقي حياتكم.
أرى الرجوع لما يرضي الله ويقبله العقل، وأحذركم من أن تختلفوا، فسيروا على ما ذكرته لكم مما يرضي الله، ولتكن حياتكم كلها اتفاقا ووفاقا، وادعوا الله كثيرا أن يوفقكم.
والله الموفق.