السؤال
بعد وفاة شخص عزيز علي تأثرت جدا، فذهبت لدكتور مخ وأعصاب، وكتب لي سبرا برو 10 م، كنت آخذ حبة وريسكيور 2 م نصف ليلا.
مع العلم أني كنت أعاني من الخوف والقلق والتوتر بعد 3 أيام من العلاج، وحصلت لي حمى في الليل، وشيء مثل الحرقان في الأعصاب، و"زلازل" في جسمي، وبعدها بدأت أحس بتفاعلات في الرأس، وشد في مناطق معينة، وتنميل وثقل لست قادرا أن أحدد ما هو؛ فذهبت لدكتور ثان كتب لي سبراليكس نصف قرص، وريمارون، لكني لم آخذ الريمارون؛ لأنه ليس متوفرا.
مع العلم أني حاليا لا أنام غير ساعة، ولدي تفكير وقلق وتوتر باستمرار حتى قبل العلاج!
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ إسلام حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
رحم الله ميتكم وجميع موتانا وموتى المسلمين.
أيها الفاضل الكريم: التفاعلات التي تحدث بعد الأحزان قد تكون شديدة بالفعل، لكن في مثل هذه الأحوال لابد للإنسان أن يسترجع -يعني يقول: إنا لله وإنا إليه راجعون- ويكثر من الاستغفار والصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم، وأن تدع للميت بالمغفرة والرحمة، وأن تصل رحمك ومن كان يصلهم من أصدقاء، وأن تتواصل مع أسرهم إن كانت هناك معرفة سابقة.
ويا أخي الكريم: مواجهة هذه الانفعالات حتى وإن كانت شديدة على النفس أمر جيد، والإنسان يجب ألا يعطل مشاعره عن طريق تناول الأدوية. كثير من الناس يلجأ لتناول المهدئات والمنومات والمسكنات بعد هذه الأحداث الحياتية.
أنا أتبع المدرسة التي تقول: إن الناس يجب أن تواجه عواطفها ووجدانها، والإنسان يجب أن يستفيد من ذكائه الوجداني ليوجه عواطفه بصورة صحيحة، هذا هو الأفضل أيها الأخ الكريم.
أنت الآن تتناول عقار سبرالكس، وما دمت قد بدأت عليه فواصل عليه، لكن لا تستعمله أكثر من ثلاثة أشهر، هذا يكفي تماما.
إن كنت تعني بنصف القرص -يعني نصف حبة/ خمسة مليجرام يوميا- فأقول لك: اجعل الجرعة عشرة مليجرام يوميا لمدة شهر، ثم اجعلها خمسة مليجرام يوميا لمدة أسبوعين، ثم خمسة مليجرام يوما بعد يوم لمدة أسبوعين آخرين، ثم توقف عن تناول الدواء.
أما بالنسبة لموضوع النوم وضعف النوم: حاول أن تنظم صحتك النومية من خلال تغيير نمط حياتك وتنظيم ساعتك البيولوجية، ونعني بذلك: تجنب النوم النهاري، ومارس الرياضة، واحرص على ألا تتناول الميقظات -كالشاي والقهوة والبيبسي والكولا والشكولاتة- بعد الساعة السادسة مساء، وأن تحرص على أذكار النوم، وأن تطبق بعض التمارين الاسترخائية، كتمارين التنفس التدريجي قبل النوم؛ هذه الأمور تفيدك كثيرا أخي الكريم.
وإن صعب عليك النوم -بالرغم من ذلك- ولم تجد الريمارون فيمكن أن تسأل عن عقار (تربتزوال) والذي يسمى علميا (إيميتربتالين)، هو دواء قديم ويحسن النوم، فيمكن أن تتناوله بجرعة خمسة وعشرين مليجراما لمدة أسبوع، ثم تتوقف عن تناوله.
لا أعتقد حقيقة أنك محتاج لكل هذه الأدوية، واجه الأمر واصبر واستغفر، -وإن شاء الله تعالى- تناول السبرالكس في حد ذاته يجعلك في حالة استرخائية، والاسترخاء تلقائيا يؤدي إلى نوم أفضل.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.