الخوف من الموت يعوق حياتي اليومية، فما الحل؟

0 20

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

جزاكم الله خيرا على هذا الموقع الجبار والرائع، وأسأل الله أن يجعله في موازين حسناتكم؛ لأنكم تحاولون جاهدين مساعدة كل مكروب -بعد الله- جزاكم الله خير الجزاء.

أنا صفاء، عمري 18 سنة، قبل شهر توفي زوج ابنة عمي -رحمه الله- بشكل مفاجئ، بسبب سكتة قلبية، ومنذ أن تلقيت الخبر أصبحت مصدومة، وانتابني شعور بالخوف، وأصبحت أخاف من موت مثله بشكل مفاجئ، وأصبحت دائما أبحث في الانترنت عن أسباب الأزمة القلبية، ودائما في هذا الأمر طوال اليوم، وبعد5 أيام من الحادثة كنت جالسة مع أفراد العائلة نتكلم في موضوع ما، فبدأت أشعر بارتفاع نبضات القلب، ودوخة، وغثيان، وانتابني خوف كبير بأنني سأموت في تلك اللحظة، وبعدها أصبحت منطوية على نفسي، وفقدت شهيتي، مع العلم أن هذه الأعراض لم أكن أعاني منها قبل تلك الحادثة، بينما الآن عندما أسمع أي خبر عن موت أخاف كثيرا، ويعوق حياتي اليومية.

أريد حلا قريبا لمشكلتي؛ لأن هذا الخوف أصبح يدمرني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ صفاء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وأرحب بك في الشبكة الإسلامية، ونسأل الله تعالى الرحمة والمغفرة لميتكم، ولجميع موتى المسلمين.

هذا الذي حدث لك هو نوع من قلق المخاوف المكتسب والمتعلق بموت الفجاءة لزوج ابنة عمك الذي نسأل الله تعالى له الرحمة والمغفرة، وهذا أثر على كيانك الوجداني وأدى إلى ما نسميه بالتماهي النفسي، أي أن يخاف الإنسان أن يقع له ما وقع لشخص يعرفه، وهذا فيه جزء كبير جدا على مستوى العقل الباطني، لكن معظمه على مستوى العقل الظاهري أو الإدراكي.

أيتها الفاضلة الكريمة: أنت نظرت للموضوع نظرة شخصية مغلقة بعض الشيء، وأنا أريدك أن تنطلقي بفكرك لتعطي الأمر شيئا من العمومية، وذلك أن أمر الموت واقع في كل لحظة، نحن نتحدث الآن وعشرات الناس بل مئات الناس يموتون حول العالم، إذا قضية الموت يجب ألا تؤخذ كقضية شخصية أبدا، إنما الموت والحياة هي أمور متلازمة متكررة تأتي لجميع الأحياء. فكري في الأمر على هذه الكيفية، نعم الموت الذي وقع هو موت عزيز لديك، ومن حقك حقيقة أن ينتابك شيء من الحزن، هذا أمر طبيعي، ولابد لذلك أن يحدث، لكن شخصنة الأمر بالكيفية التي أدت إلى خوفك من الموت بالصورة التي ذكرتها هذا هو الذي أريدك أن تخرجي منه؛ من خلال التفكير في عالمية الموت وليس شخصنته. هذا مهم جدا ويفيدك كثيرا.

وأكثري من الاستغفار والصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم، وعليك بالأدعية المأثورة، وأذكار الصباح والمساء، واسألي الله تعالى أن يبارك لك في دينك وفي صحتك وفي عمرك، ودائما نسأل الله تعالى أن نعيش حياة هنية وأن نموت موتة سوية، ونسأل الله حسن الخاتمة، ونسأل الله أن يجعل خير أعمالنا خواتيمها وخير أيامنا يوم لقائه، وأن يجعل الحياة زيادة لنا في كل خير، والموت راحة لنا من كل شر، ونسأله تعالى أن يحفظنا من كل بلية، وأن يديم علينا العافية، وأن يجعلنا من الشاكرين عليها.

هذه هي الأسس الصحيحة لتخطي مثل هذه المواقف، أو على الأقل التكيف معها.

وأريدك أن تطبقي تمارين استرخائية، تمارين التنفس المتدرجة مفيدة جدا؛ لأن النفس والجسد يتفاعلان مع بعضهما البعض في مثل هذه الحالات. إسلام ويب أعدت استشارة رقمها (2136015) أرجو أن ترجعي إليها لتعلم كيفية تطبيق تمارين الاسترخاء، وإن شاء الله تعالى تكون مفيدة جدا لك.

أريدك أيضا أن تكوني قريبة من ابنة عمك هذه، وأن تواسيها؛ هذا سوف يخفف كثيرا من أحزانك وآلامك، ويزيل عنك أي شعور بالذنب أو التقصير حيالها.

انطلقي في الحياة بقوة، ركزي على دراستك، واحرصي على صلواتك، ومارسي تمارين رياضية -بجانب التمارين الاسترخائية- وكوني حريصة على بر والديك، ودائما تدبري وتأملي بتفاؤل نحو المستقبل، وكذلك الحاضر.

لا أراك في حاجة لعلاج دوائي، وإن كان بعض الناس ينصحون بتناول عقار (زاناكس) بجرعة صغيرة (ربع مليجرام) يوميا لمدة أسبوع. إن كنت تريدين أن تجربي هذا الدواء فلا بأس في ذلك، لكني لا أراك في حاجة إليه.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات