السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا فتاة تقدم لخطبتي رجل ليس لدية وظيفة، ولكنه يشتغل على سيارته، وأخوه سيوفر له شقة للسكن، في بداية الأمر لم أكن مقتنعة برجل ليس لديه وظيفة، وترددت وبكيت كثيرا، ولكن أهلي أقنعوني به، وكنت خائفة جدا، ثم استخرت الله وشعرت براحة في اليوم التالي، ولكن القناعة ليست موجودة، وتم عقد القران وأصبح يراسلني.
لاحظت أن أسلوبه جاف معي، ولم يزرني إلا مرة واحدة وقت العيد، وأكرر أسلوبه جاف جدا معي، تعبت نفسيتي كثيرا، لا وظيفه ولا أسلوب، وأصبحت في دوامة، لا أعرف ماذا أفعل؟
ساعدوني، أنا لست صغيرة، وأخاف أن أتركه وأظل بدون زواج، رغم ذلك أخاف من الارتباط به وليس لديه وظيفة ولا أسلوب.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ منى حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فمرحبا بك -أختنا الكريمة- وردا على استشارتك أقول:
اعلمي أن الأرزاق بيد الله سبحانه، وأنه هو مقسم الأرزاق بين العباد، فمنهم من يوسع الله له رزقه، ومنهم من يكون في رزقه ضيق لحكمة يعلمها الله سبحانه.
من الأمور اليقينية عندنا نحن المسلمين أن الله تعالى يقول في كتابه الكريم: (وأنكحوا الأيامىٰ منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم ۚ إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله ۗ والله واسع عليم)، فأفادت الآية أن الزواج من أسباب جلب الرزق وقد ترين بعد الزواج آية من آيات الله تعالى فيفتح الله لهذا الرجل أبواب الرزق، وما ذلك على الله بعزيز والمهم هو أن الرجل صاحب همه، ويسعى في طلب الرزق وليس كسولا.
الزواج رزق من الله تعالى يسير وفق ما قضاه وقدره والزواج لا يأتي بشدة الحرص، ولا يفوت بالترك فإذا حان الوقت والرجل الذي قدره الله أن يكون شريكا لحياتك فإن لأسباب تتهيأ وتتيسر.
أنصحك أن تحرصي على أن يكون شريك حياتك صاحب دين وخلق، فذلك هو صمام أمان الحياة الزوجية يقول -عليه الصلاة والسلام-: (إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير)، فالدين والخلق صفتان متلازمتان لا تنفكان أبدا وهما صمام أمان للحياة الزوجية السعيدة، وصاحب الدين والخلق إن أحب زوجته أكرمها وإن كرهها سرحها بإحسان.
أوصيك بعد التيقن من أنه صاحب دين وخلق أن تصلي صلاة الاستخارة، وتدعي بالدعاء المأثور فإنك إن وكلت أمرك إلى الله فإنه سيختار لك ما فيه الخير؛ لأن اختيار الله للعبد خير من اختيار العبد لنفسه، فإذا سارت أمور الخطوبة والعقد بيسر وسهولة وتفاهم فذلك يعني أن الله اختاره ليكون زوجا لك، وإن تعقدت الأمور فهذا يدل على أن الله قد صرفه عنك.
أنت لا زلت أجنبية بالنسبة له لأنه لم يتم العقد، ولذلك فالتراسل إن حصل بينكما فينبغي أن يكون بعيدا عن كلمات الحب والغرام، ولا ينبغي له الاختلاء بك أو -كما ذكرت- زيارتك، قد يكون الرجل يستحيي في هذه الفترة كونه لم يتم العقد بعد، وهذا هو الأسلوب الصحيح لكن بعد العقد قد تسمعين منه الكلمات العاطفية.
لا بأس من مناقشته عبر الرسائل عن الأسلوب الأمثل للتعامل مع المرأة، وكيف أنها تحب أن تشبع عاطفتها بالكلام العاطفي وتختبري فهمه في هذه المرحلة، وتتعرفين على طريقة تعامله، ولا بد أن يعرف أن المرة كتلة من المشاعر أحب شيء إليها الكلام العاطفي، بل هو أفضل عندها من العلاقة الحميمية، وما العلاقة الحميمية إلا ناتجة عن تلك الكلمات التي تشبع العاطفة أولا.
أكثري من التضرع بالدعاء بين يدي الله تعالى وأنت ساجدة، وسلي الله تعالى أن يرزقك الزوج الصالح الذي يسعدك في هذه الحياة.
نسعد بتواصلك ونسأل الله تعالى لك التوفيق وأن يصرف عنك كل مكروه.