السؤال
أنا امرأة متزوجة منذ 5 سنوات، وقبل زواجي خطبني ابن عمتي ورفضت، لكن قبل زواجي أطعمتني عمتي خبزا بزيت وزعتر، وظلت تلح علي بشكل عجيب أن آكل، مما أخافني من أن تكون قد وضعت به سحرا لأقبل بالزواج من ابنها، بعد ذلك مرضت مرضا شديدا وأصبت بالتهاب في الأمعاء، وكنت أستفرغ ما آكل، ومرت الأيام وتحسنت بإذن الله وتزوجت، وصليت الفجر يوما ونمت على وضوء وطهارة على جانبي الأيمن، فرأيت في المنام ما حصل معي وعمتي -أي بعد هذه السنوات الخمس- وإذ بي أقول لصديقتي: إن الخبز الذي أكلته مسحور، والسؤال: هل يمكن أن تكون هذه رؤيا صادقه؟ وهل تخلصت من آثار هذا السحر؟ لأني كما ذكرت سابقا مرضت وكنت أتقيأ ما آكل، أم أن ذلك محض صدفه؟
ما دفعني لتذكر هذه الحادثة هو هذا الحلم، وأعراض صداع وألم في العيون والرقبة، مع ضيق مستمر.
أرجوكم أرشدوني، ولكم جزيل الشكر.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ سحر حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
نسأل الله العظيم أن يصلح الأحوال والنيات، وأن يرزقنا الثبات حتى الممات، وأن يلهمنا رشدنا ويعيذنا من شرور أنفسنا ومن آثار السيئات.. وبعد:
فإن العمة تعتبر من أقرب الناس للإنسان، ولا أظن أنها تريد لبنت أخيها السوء والشر، فانتبهي لحيل الشيطان، فإن همه وشغله أن يقطع الأرحام ويشعل العداوات، وأرجو أن تكوني سعيدة مع ابن عمتك، ونسأل الله أن يؤلف بين القلوب، ولا شك أن القريب يقدر قريبته ولا يستطيع أن يسيء إليها؛ لأن في ذلك إساءة لنفسه وأهله، وبعد خمس سنوات تكون الحياة الزوجية قد خرجت من عنق الزجاجة، ولا داعي لتذكر جراحات الماضي، أو إعلان مثل هذه الاتهامات، خاصة والمسلمة تؤمن بأن كل شيء بقضاء وقدر، ولا مانع من القراءة على نفسك بالمعوذتين وآيات السحر، وسورة البقرة، مع المحافظة على أذكار الصباح والمساء، فإن ذلك يذهب السحر أو يضعفه إذا كان موجودا، ويمنع وقوعه بإذن الله، ويمكن القراءة على ماء، وحبذا لو كان ماء زمزم، ثم شرب الماء وانتظار الشفاء من رب الأرض والسماء، وإذا اشتد بك المرض -لا قدر الله- فلا مانع من عرض نفسك على قارئ يخاف الله ويحافظ على شعائر الإسلام الظاهرة، شريطة أن يكون معك محرم، وليس له أن يمس جسدك، ولابد أن تكون الرقية بكلام مفهوم من الكتاب والسنة، ولا يجوز له أن يطلب أشياء غريبة؛ فإن فعل ذلك فهذه من علامات الدجالين الذين ربما سأل بعضهم عن اسم الأم، وقد ينطق الشيطان عند القراءة، وربما ذكر اسم العمة فلا نصدقه؛ لأن الجن يكذبون ويرغبون في قطع الأرحام ونشر العداوات.
وأرجو أن تشغلي نفسك بذكر الله وطاعته، وعمري بيتك بتلاوة القرآن، فإن البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة بيت لا يدخله الشيطان، وثقي دائما بأن الشفاء من الله وحده، فأكثري من اللجوء إليه، فإنه يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء.
وفقك الله لما يحبه ويرضاه.