تناولت مخدر المعجون مرة واحدة وتدهورت حياتي تماما، فما المخرج؟

0 38

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

في البداية أشكركم على هذا الموقع الرائع، وعلى ما تقدمونه من خدمات جليلة للمرضى، جعلها الله في ميزان حسناتكم.

سنة2010 قمت بأكل مخدر المعجون عن طريق تشجيع أصدقاء السوء، بعد ساعة تقريبا حصل ما لا يتمناه أي إنسان، كان الجحيم بكل ما تحمله الكلمة من معنى.

رفع عقلي وأصبحت أرى أشياء فظيعة، أري الأشياء والأشخاص أكبر من حجمها الطبيعي وبصورة أكبر، اتصلوا بأبي وحملوني بسرعة، قمت بغسل المعدة، وبدأت استرجع وعيي، ولكن كانت تراودني أفكار الموت، وتأنيب الضمير، وأنني عصيت الله.

أصبحت حالتي تتحسن شيئا فشيئا، وبعد شهرين من الواقعة بدأ بعض أصدقائي يذكرونني بتلك الحادثة، فعادت نفس الأعراض، رؤية الأشياء وجسمي بشكل كبير، وأصبت بخوف شديد، فقمت بالذهاب لطبيب نفسي وصف لي سيغمونتيل.

قمت بالرقية الشرعية، وأستحم بها، ثم أستخدم قطرة الزيت مرقاة، بعدها تحسنت حالتي، وحصلت على الباكلوريا بميزة مشرفة، والتحقت بعدها بالجامعة، ومارست دراستي وحياتي بشكل جيد وطبيعي لمدة خمس سنوات -الحمد لله-.

قبل شهر بالضبط روادتني وساوس أن تلك الأعراض ستأتي فجأة، وبالفعل عادت وصرت أرى الأشياء أكبر من حجمها الطبيعي، فذهبت عند طبيب الأعصاب ووصف لي اسيتاب وسوليان وافلوكادرين.

شعرت بشيء من التحسن، لكن مرة آخرى أصابني نفس العرض، ذهبت إلى طبيب نفسي آخر ووصف لي باروكستين ورنوزيب، ثم استبدلته بدواء ميدزابين.

أعدت الرقية الشرعية والحجامة والتداوي بالأعشاب، ولا أشعر براحة كاملة، أرجوكم ساعدوني فأنا أريد أن أعود كما كنت.

أدعو الله دائما وأصلي وأريد الشفاء التام، أريد أن عرف ما بي، علما أن لدي بعض أعراض تبدد الواقع، والشعور بتغير المحيط وكأنه وهمي ومزيف، و كأنني في حلم، لكن لا أعلم مشكلتي تحديدا، قمت بإجراء تخطيط كهربائي و-الحمد لله- كان سليما، كيف أتخلص من هذا الشيء؟

بارك الله فيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ othman حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

اسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق، قطعا تناول مخدر المعجون اللعين له آثاره الكيميائية الشديدة على الدماغ، وعلى كل الجسد، وحدث لك هذا التفاعل الشديد من هذا المركب، وأنا في ذات الوقت أعتقد أنه ربما يكون لديك أصلا شيء من الاستعداد للتغيرات النفسية، لذا بعد أن أختفت الأعراض كلها من خلال العلاج الذي تناولته، ومنهجك الحياتي السليم، عاودتك بعض الأعراض الآن، هذا دليل أنه لديك شيء من القابلية والاستعداد.

و-يا أخي الكريم- هذا الأمر يجب أن لا يجعلك في حيرة أو تحس بقلق، يمكن أن تنطلق في الحياة مرة أخرى بكل قوة، وتحقر هذه الأعراض، لأن الطابع الوسواسي القلقي فيها موجود، ومفهوم تبدد الواقع والشعور بتغير المحيط، وكأن الحياة كلها مزيفة، كثير من الناس أصبحوا الآن يتحدثون عن هذا العرض، وأنا حقيقة أرى أن كل هذه أوهام دخلت في عقول الناس، نعم التشخيص موجود ومذكور في الكتب وكل ذلك، لكن مجرد التفكير فيه والإصرار عليه وعدم صرف الانتباه عنه يزيد من شدته.

إذا -يا أخي- حقر هذا العرض تماما، وعش الحياة بقوة، وأقصد بذلك أن تكون شخصا مثابرا في عملك، وفي عباداتك، وفي تواصلك الاجتماعي، أن تكون بارا بوالديك، تكون جزءا أصيلا في أسرتك، وتكون نافعا لنفسك ولغيرك، مهما كانت الأعراض يستطيع الإنسان حقيقة أن يتغلب عليها من خلال الأفعال، لا تنقاد دائما بفكرك وشعورك السلبي، انقاد بأفعالك مهما كان يجب أن تصر على الإنجاز وهذا حقيقة فيه علاج كبير جدا.

إذا التجاهل التام للفكر السلبي، والانطلاقة الإيجابية بصورة عملية في الحياة، ويجب أن تجعل الرياضة جزءا من حياتك، هذا مهم جدا.

دواء مثل سيرترالين قد يكون جيد جدا ومفيد، يضاف إليه جرعة صغيرة من عقار رسبيريادون، رسبيريادون بجرعة 1 مليجرام ليلا مثلا لمدة شهرين أو ثلاثة.

والسيرترالين تتناوله بجرعة نصف حبة أي 25 مليجرام يوميا لمدة 10 أيام، بعد ذلك اجعلها حبة واحدة لمدة شهر، ثم اجعلها حبتين ليلا لمدة شهرين، ثم حبة واحدة لمدة شهرين أيضا، ثم نصف حبة يوميا لمدة أسبوعين، ثم نصف حبة يوم بعد يوم لمدة أسبوعين آخرين، ثم توقف عن تناول الدواء، كلا الدوائين من الأدوية السليمة والفاعلة، لكن أرجو أن لا تقدم على تغيير العلاج الدوائي دون أن تستشير طبيبك.

فإذا خلاص الأمر -أخي الكريم- الذي بك هو نوع من القلق الوسواسي وليس أكثر من ذلك، وكن إيجابيا في كل شيء، وسوف تتبدل الأمور تماما، وكما ذكرت لك اجعل نمط حياتك أكثر إيجابية، لأن هذا يرتقي بالصحة النفسية كثيرا، ويمكن أن تتناول العلاج الذي وصفته لك إذا وافق عليه طبيبك.

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا.

مواد ذات صلة

الاستشارات