أصبت بالاكتئاب والحزن لأني لم أجد وظيفة، فما العمل؟

0 24

السؤال

السلام عليكم.

كنت طالبة متفوقة في الجامعة وكان تخصصي حاسبا، لذلك كان لدي الثقة أن هناك مستقبلا رائعا ينتظرني وأنني سوف أحصل على وظيفة بعد تخرجي فورا، كانت لدي نظرة مشرقة للمستقبل، ولكن مع مرور سنوات البطالة بدأت أفقد متعة الحياة.

أنا مبتعثة لدراسة مرحلة الماجستير، ولكن ليس لدي أي رغبة في إكمال الدراسة، أشعر أن الوظيفة سراب وحلم صعب المنال ودراستي لا جدوى منها!

أعاني من اكتئاب وأشعر بحزن شديد، وأبكي يوميا، صارت الأيام بالنسبة لي متشابهة، أنام حتى لا أشعر بالوقت، لا أستطيع وصف مشاعري، وإصرار عائلتي يجبرني أن أكمل دراستي، أصبحت فقط أريد أن أرضي عائلتي، ولا أحد منهم يفهمني، علقوا أحلامهم علي، وليس لدي الطاقة في تحمل كل هذا، أمي وأبي ينتظران مني إنهاء دراستي والعمل، أسعى للحصول على الوظيفة حتى انشغلت عن نفسي وتكوين العلاقات الاجتماعية والاستمتاع بالحياة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Rand حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك أختي العزيزة وأهلا وسهلا ومرحبا بك، وأسأل الله أن يفرج همك وييسر أمرك ويشرح صدرك ويرزقك الزوج الصالح والنجاح في حياتك عامة، وسعادة الدنيا والآخرة ويسلمك من كل سوء ومكروه.

- في البداية أحب ان أذكرك بفضل الله عليك بالتفوق في الدراسة قسم الحاسوب وهو تخصص متميز كما هو معروف، وهذه النعمة - ولا شك - مستوجبة للشكر بالمحافظة عليها بالاستمرار في الدراسة والحرص على النجاح والتميز والتفوق بالجد والاجتهاد والمثابرة والمصابرة، وعدم الالتفات لعوائق الأوهام والوساوس الشيطانية والتي ستكدر عليك حياتك عامة ومنها متعة الدراسة والحياة.

- أحسني الظن بربك سبحانه وتحلي بقوة العزم والحزم والإرادة والتصميم، ونبذ روح اليأس والإحباط والقنوط، وأملي في الله خيرا أن لا يخيب سعيك واجتهادك في الحصول على وظيفة مناسبة، والمهم الاستمرار في الاجتهاد وإكمال دراساتك العليا، وتذكري أن كل شيء بقضاء وقدر ومنه الرزق.
فقد رزق الطير والحوت في البحر.

سبحانك ربي
ما خاب عبد أملك أنت له حيث سلك
إلهنا ما أعدلك مليك كل من ملك.

- أنصحك بمراجعة طبيبة نفسية مختصة لمعالجة ما قد تكونين ابتليت به من مرض الاكتئاب، وبحمد الله فإنه تتوفر أدوية مناسبة تسهم في إزالة آثاره من اللجوء إلى البكاء، وكراهية الحياة ونحوها من الأعراض.

- ومن المهم هنا اللجوء إلى الله تعالى بالدعاء والطاعة والذكر والاستعانة به والتوكل عليه، ولزوم الصحبة الصالحة وشغل الوقت والنفس بما يعود عليك بالفائدة.

- احرصي على كسب ود أهلك وتفهم عذرهم؛ إذ الخلل من جهتك -عافاك الله وشفاك- حيث وإن البدائل عن الدراسة غير مقنعة فيما يظهر، وتحملي أخطاءهم وعيوبهم فالكمال لله تعالى، وللأرحام والوالدين خاصة حقوقهم العظيمة فالصبر والحلم ولزوم الذكر والاستغفار والاستعاذة والدعاء.

وفقك الله لما يحب ويرضى، ووفقك لكل خير.

مواد ذات صلة

الاستشارات