أظن أني مصاب بمرض نفسي وهو الوسواس

0 30

السؤال

السلام عليكم.

أما بعد: لا أعلم من أين أبدأ؟ أنا شاب في ال23 من عمري، مصيبتي في ديني -أستغفر الله العظيم رب العرش العظيم- لا أعلم ماذا حدث لي؟ فأنا أظن أني مصاب بمرض نفسي، لا أعلم ما هيته؟ أظنه الوسواس القهري أو طيف توحد لا أعلم، فأنا أفكر طول اليوم لا أستطيع التوقف عن التفكير أبدا وأفكر في أشياء غير معقولة، ولا أظن أنه مرت على أحد، لا إله إلا الله أستغفر الله وأتوب إليه.

منذ أن كنت صغيرا دائما أفكر سلبيا، أخاف من الموت في كل دقيقة.

يا شيخ، كل الأشياء السيئة أنا تقريبا أفعلها، وكل اليوم معصب أرفع صوتي على أي أحد حتى أمي، لا أستطيع لا أعلم ماذا يحدث لي، في كل مرة أعزم على عدم التكلم معها بوقاحة لا أعلم ماذا يحدث لي وكأني بركان انفجر.

حياتي أصبحت لا أعلم كيف أصفها! قبل سنتين تعاطيت الحشيش والآن تركته وأفكر في أشياء تتعلق بالله ربي أستغفره، وبالرسول الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام، وأفكر بأيام الجاهلية باستمرار، وأنا أظن أني أنظر الناس والأشياء لا تسلم من نظرتي، وأنسى أن أقول ما شاء الله.

حياتي أصبحت جحيما، أخاف من الخروج إلى الشارع، وأكره المناسبات والأفراح والأحزان والتجمع الكبير للناس، لدي مشكلة في التواصل مع الناس لا أتحدث أبدا في الكلية أخجل خجلا كبيرا جدا.

رجاء ساعدوني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو بكر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في الشبكة الإسلامية، وأقول لك: أبشر إن شاء الله تعالى حالتك هذه سيتم علاجها، أنا أقدر تماما حجم الألم النفسي الذي تمر به، لأن الوساوس -لعنها الله- بالفعل تهز كيان المسلم الطيب الفاضل الذي يحاول أن يلتزم دائما.

الذي يعتريك -أيها الفاضل الكريم- حول الذات الإلهية وهذه الحوارات الداخلية العقلية التي تجريها مع نفسك هي وساوس قهرية ولا شك في ذلك، وأنا أقول لك حقيقة مطمئنا أن خير القرون قد أصيبوا بهذه الوساوس، فقد ثبت أن أناسا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أتوا إليه وقالوا: والله لزوال السموات والأرض أو والله لئن نخر من السماء خير لنا من أن نتحدث عما يأتينا في نفوسنا، أجابهم الرسول صلى الله عليه وسلم: (هذا صريح الإيمان، قل آمنت بالله ثم انته).

إذا هذه وساوس والعلاج إن شاء الله تعالى متوفر الآن، هنالك علاجات دوائية وهنالك علاجات نفسية سلوكية، وأول هذه العلاجات هو أن تعرف أنها وساوس، وأنها ليست منقصة في إيمانك أبدا، وأنك صاحب من أصحاب الأعذار حول هذا الفكر لأنه فكر متسلط عليك ومستحوذ وملح وأنت تحاول إبعاده لكنه لا يبتعد، من أفضل وسائل العلاج هو أن تحقر الفكر الوسواسي، أن لا تناقشه، أن لا تحاوره، سوف يحاول أن يخترق كيانك ووجدانك، لكن كن أكثر قدرة وقوة منه وحقره ولا تعطيه أي اهتمام.

هذا قد يكون صعبا في بداية الأمر لكنه ليس بمستحيل، وهذا نسميه بالتعريض مع منع الاستجابة أي حين تأتيك الخاطرة لا تستجب لها لا تناقشها لا تحاورها، وأنا أؤكد لك أنه توجد علاجات دوائية ممتازة جدا، تعاطيك للحشيش فيما مضى قد يكون أدى إلى نوع من الهشاشة النفسية التي جعلتك أكثر قابلية لمثل هذه المعاناة، لكن الحمد لله تعالى أنت قد أقلعت وتركت وتوقفت واستغفرت، اسأل الله تعالى أن يتقبل توبتك هذه، وهذا إن شاء الله تعالى يساعدك أن ترجع المسارات البيولوجية والعصبية الدماغية إلى وضعها الطبيعي، حالات الانفعال التي تأتيك ورفع صوتك على الوالدة وكل ما ذكرته هو حقيقة ناتج من قلق الوساوس، أرجو أن تذهب إلى طبيب نفسي، لأنك تحتاج إلى دواءين دواء مضاد للوساوس ودواء داعم له.

المتابعة مع الطبيب النفسي ستكون مفيدة جدا بالنسبة لك، فلا تتأخر عن هذه المتابعة، الأدوية التي أصفها أنا في هذه الحالات هنالك عدة أدوية أفضلها ربما يكون عقار سيرترالين والذي يسمى زوالفت جرعة البداية هي نصف حبة يوميا لمدة 10 أيام ثم حبة يوميا لمدة شهر ثم حبتين يوميا لمدة ثلاثة أشهر ثم حبة واحدة لمدة ثلاثة أشهر أخرى، ثم نصف حبة يوميا لمدة أسبوعين ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة أسبوعين ثم يتم التوقف عن الدواء، والدواء الداعم هو رسبيريادون وجرعته هي 1 مليجرام ليلا لمدة شهرا ثم 2 مليجرام ليلا لمدة شهرين ثم 1 مليجرام ليلا لمدة شهرا ثم يتم التوقف عنه، وتوجد أدوية أخرى كثيرة.

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا.

مواد ذات صلة

الاستشارات