السؤال
السلام عليكم.
بداية أشكر القائمين على هذا الموقع، وأسأل الله أن يجعلها في موازين حسناتكم.
ثانيا: أنا شاب بعمر 36 سنة، طالب جامعي، غير متزوج وغير موظف حاليا.
مشكلتي باختصار أنني غير موفق في حياتي، حتى لو كان فيه خير لي، فكل شيء أتمناه يأتيني عكسه.
على سبيل المثال أتمنى أن أتزوج وأكمل نصف ديني ولكني لا أقدر لضعف قدرتي المادية، وأسباب صحية أخرى لا أستطيع ذكرها.
أتمنى أن تكون عندي صحبة صالحة لكن انطوائيتي أثرت علي بشكل كبير، لدرجة أني أخشى الحديث مع الناس.
كنت أتمنى أن أحج السنة التي مضت لكن لم يقدر لي، رغم أني كلمت المسؤول عن الحملة وقال لي: السنة المقبلة إن شاء الله، وهو شيخ ورجل أعمال، ومشهود له بأعمال الخير.
لا أدري ماذا أفعل؟ بذلت كل ما بوسعي فعله من استغفار وقيام الليل ووتر وصلاة ضحى وعمرة، وحتى الصدقة تصدقت كثيرا، لكن لا أرى لها أي أثر في حياتي، وأخاف أن الله لا يقبلها مني.
أصبحت عاجزا أمام مشكلتي لا أستطيع حلها؟ وأنا راض بقضاء الله وقدره، لكن أتمنى أن تكون حياتي أفضل من ذلك.
ماذا توجهوني؟ جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ إبراهيم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك - ابننا وأخانا - في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والحرص والسؤال، ونسأل الله أن يوفقك، وأن يصلح الأحوال، وبشرى لك بالرضا بما يقدره الكبير المتعال، ونسأل الله أن يرزقك بنت الحلال، ويملأ يديك بالخيرات والأموال، وأن يحقق لك السعادة والآمال.
لقد سعدنا برضاك بقضاء الله وقدره، ونبشرك بأن هذا الرضا مفتاحا للسعادة وللتوفيق، وندعوك إلى بذل الأسباب وتكرار المحاولات، وأصلح نيتك يصلح الله لك شأنك كله، واحتسب الأجر في كل الحالات يعطيك الله ما يحب ويغنيك من فضله.
لا يخفى على أمثالك أن ربنا العظيم ما رضي أن يكون الدنيا ثوابا لأوليائه، أو عقابا لأعدائه، ولحقارة الدنيا فإن الله يعطيها من يحب ومن لا يحب، بل يعطيها من يؤمن ومن يكفر، لأنها لا تزن عنده جناح بعوضة، ولو كنت كذلك ما سقى كافر منها جرعة ماء.
عليه فنحن ندعوك إلى الاستمرار في البحث عن زوجة، والحرص على بذل الأسباب أيضا في موضوع العمل، وواظب على الاستغفار والصلاة والسلام على رسولنا المختار، وأكثر من قول (لا حول ولا قوة إلا بالله)، فإنها ذكر وكنز واستعانة بالله، واحرص على الاقتراب من الصالحين المصلحين، وتواصل مع الرجل الفاضل المذكور في موضوع الذهاب للحج.
هذه وصيتنا لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، واعلم أننا جميعا في نعم، وكل مقدر له رزقه وأجله، فتعرف على ما ميزك الله به عن غيرك، واشكر الله تعالى على ما أولاك لتنال بشكرك له المزيد، مصداقا لقوله: {وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم}، ونسأل الله أن يوفقك وأن يلهمك السداد والرشاد.