السؤال
السلام عليكم.
أنا شاب عمري 24 سنة، مدخن شره، قبل ستة أشهر أصبت بدوخة شديدة مرعبة وخفقان، كما لو أن قلبي سيخرج من صدري، ذهبت للمستشفى، وتبين نقص شديد في البوتاسيوم، وتعالجت منه، ولكن من يومها تأتيني هجمات تشنج في الرجلين وضيق شديد في الصدر وضيق تنفس وإحساس بالموت، ولا يتضح السبب في المستشفى.
أستيقظ من النوم بسبب تسارع ضربات القلب حيث تصل إلى 120 نبضة، أو بسبب ضيق شديد وثقل، كما لو أن فيلا يجلس على صدري، حتى أني لا أستطيع التحكم بجسدي كما لو أني مشلول، والأكثر إزعاجا هو رعشة مفاجئة تأتي في منتصف الصدر.
جربت أنواعا مختلفة من الأدوية، حيث اعتقد بعض الأطباء أني أعاني من قلق مزمن، وأنا أعتقد بأن لدي مشكلة في القلب، لأن الألم يأتي في منتصف الصدر وعميق.
عملت أربع مرات تخطيط القلب، أخبرني الطبيب بوجود extrasystole ولكنها ليست خطيرة، راجعت أخصائي قلب، وعملت إيكو وتحليل الغدة، وكانت النتائج سليمة.
شكرا لكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مصطفى حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أشعر أنك فخور بنفسك وأنت تقول أنك مدخن شره، فهذه الكلمة تشير إلى عشق شديد للسيجارة كأنك تلتهما إلتهاما، وماذا تريد للقلب أن يفعل وأنت تمده بأول وثاني أكسيد الكربون بديلا للأكسجين، وحري بقلبك أن يخرج من صدرك ويصفعك على وجهك عدة صفعات، ويقول لك يا أخي اعطني أكسجين ولا تعطني سموم أول وثاني اكسيد الكربون.
سموم السيجارة -يا أخي الفاضل- تؤدي إلى حالة من الإرهاق الكامل للخلايا، وتؤدي إلى تسارع نبض القلب، وتؤدي إلى التوتر والقلق والأرق ليلا، وعدم أخذ قسط كاف من النوم والحرمان من المسكنات الطبيعية الإندورفينز endorphins التي تفرز أثناء النوم، وإلى الحرمان من هرمون ميلاتونين الذي يساعد في النوم.
وهناك الكثير من الاستشارات التي تناولت موضوع أضرار التدخين وكيفية التعامل معها، يمكن للأحباب في الموقع الإشارة إلى أرقامها لسهولة الوصول إليها، ويمكنك الإطلاع عليها والاستفادة من محتواها.
والأصل في الفئة العمرية ما بين العشرين والثلاثين سلامة القلب إلا من الأمراض الخلقية المولود بها الطفل، وغيرذلك فالقلب سليم ولا شيء فيه، وما يؤدي إلى تسارع النبض أو ما يعرف extrasystole و arrhythmia هو المؤثرات الخارجية، وأهمها التدخين أو الخوف المرضي وفقر الدم وفرط نشاط الغدة الدرقية، ولا مانع من فحص صورة الدم، وللعلم فإن نسبة الهيموجلوبين في دم المدخن تكون مرتفعة وتزيد عن 17 جراما، حيث يقوم النخاع العظمي بإفراز المزيد من الهيموجلوبين لنقل ما يمكن نقله من الأكسجين إلى الخلايا، لأن معظم الهيموجلوبين مشغول بنقل الغازات السامة أول وثاني أكسيد الكربون.
ولا مانع من فحص الهرمون المحفز للغدة الدرقية TSH وفحص فيتامين B12 وفيتامين D، وتناول العلاج حسب نتيجة التحليل، مع أهمية تناول مكملات غذائية مثل حبوب الكالسيوم والمغنسيوم وفيتامين C، والتفكير الجدي في الإقلاع عن التدخين من خلال الإرادة والعزيمة والصبر قليلا على فترة انسحاب السيجارة، وسوف تتغير حياتك رأسا على عقب، وسوف يمن الله عليك بالصحة والعافية.
وفقك الله لما فيه الخير.