وسواس الوضوء أتعبني كثيرا فهل تساعدوني؟

0 46

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا فتاة أبلغ من العمر 20 سنة، مصابة بالوسواس القهري في الطهارة والوضوء منذ سنتين، وأقسم بالله أني تعبت كثيرا من حالتي، فأنا أقف أمام المغسلة لأكثر من ساعة حتى أتم وضوئي، أتوتر عندما يحين وقت الصلاة.

ليس لدي حدث دائم، ولكن في وقت الوضوء والصلاة تبدأ لدي غازات غير إرادية بالخروج، أقصد لا أحتاج إلى حبسها فهي تخرج بلا شعور، وحتى في معظم الأوقات، ووقت الصلاة حصرا، عندما أحاول حبس الريح لا أستطيع وتخرج رغما عني.

طلبت استشارات كثيرة ولم أقتنع، وأسألكم بالله أن تعطوني الجواب الشافي، فأنا سأصاب بالجنون.

ولدي مشكلة أخرى: فأنا أعاني جدا في تحديد نية الصلاة، أنوي أن أصلي العصر، وقبل أن أقول الله أكبر أظل أردد في نفسي أنني سوف أصلي الظهر، فأعلم بأنني غيرت نيتي، وأسلم وأعيد الصلاة وأبقى على هذا الحال لفترة طويلة.

أفتوني جزاكم الله خيرا، فأنا والله لا أدري ماذا أفعل، وشكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ نورا حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك في موقعنا، ونسأل الله أن يمن عليك العافية، والجواب على ما ذكرت.
لا شك أن الوسواس الذي حصل لك هو يحدث لبعض الناس، وهو من أقل مكائد الشيطان، ولا بد من العزم على معالجته ويكمن ذلك في أمور:

1- عليك بطلب العلم الشرعي، ومن خلال العلم تدركين مداخل الشيطان على النفس، وتدركين أن ما حصل لك لا يؤثر في الوضوء، ولا في الصلاة، فالله رحيم بعباده لا يؤاخذهم بهذه الوسواس والخواطر، وما يتبع ذلك من تصرفات لأنها تصدر منهم رغما عنهم، ولا يقصدونها.

2- وعليك أيضا بملازمة قراءة القرآن وكثرة الذكر والاستغفار، فإذا فعلت ذلك لن يجد الشيطان سبيلا عليك للوسوسة، ولا ينبغي أن تتصوري أن الاستغفار لا يكون إلا ممن أذنب، بل الاستغفار عبادة دائمة لأن الإنسان قد يقصر في الطاعة، أو يقع في الغفلة عن ذكر الله، أو قد يرتكب ذنبا نسيه أو لا يعرفه.

3- ومن الآن فصاعدا اقطعي التفكير بكل ما ذكرت، ولا تلتفت إليه مطلقا، وكأن شيئا لم يكن، ولا تعطيه أي اهتمام، فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (يأتي الشيطان أحدكم فيقول: من خلق كذا، من خلق كذا، حتى يقول: من خلق ربك؟ فإذا بلغه فليستعذ بالله ولينته)، [رواه البخاري].

واعلمي أن هذه الخواطر من وسوسة الشيطان، وهو إنما يسعى بالفساد والإغواء، فعليك بأن تعرضي عن الإصغاء إلى وسوسته، وبادري إلى قطعها بالاشتغال بغيرها بكل نافع ومفيد من طاعة وقراءة، وهواية مباحة.

قال ابن حجر الهيتمي: (للوسواس دواء نافع هو الإعراض عنه جملة، وإن كان في النفس من التردد ما كان، فإنه متى لم يلتفت لذلك، لم يثبت، بل يذهب بعد زمن قليل، كما جرب ذلك الموفقون، وأما من أصغى إليها، فإنها لا تزال تزداد به حتى تخرجه إلى حيز المجانين، بل وأقبح منهم، كما شاهدناه في كثير ممن ابتلوا بها، وأصغوا إليها وإلى شيطانها).

والجواب على ما يطرأ عند الوضوء:
فعليك بأن تلتزمي بأداء الوضوء بحسب ما ورد في الشرع، ولا تستجيبي لما يقول لك الوسواس، ولا تكثري من الغسل للأعضاء، فإن قال لك الشيطان لم تغسلي عضو كذا، لا تلتفتي إلى كلامه، وإذا انتهيت من الوضوء لا تفكري بأي شيء يطرأ عليك.

ومسألة خروج الريح إن كان مجرد توهم بسبب الوسواس، فلا ينبغي لك التفكير في خروجه، فهو لم يخرج حقيقة، وإنما مجرد وهم، وأما إذا خرج الريح حقيقة وذلك بأن تجدي ريح كريهة تتيقنين بأن الريح خرجت، فهنا يلزم عليك إعادة الوضوء، ولكن إذا استمر الخروج ولا تقدري على إيقافه فصلي بحسب حالك، وصلاتك صحيحة.

وأما مسألة النية في الصلاة، فإنك إذا عزمت على صلاة العصر مثلا، فالنية هي صلاة العصر ولن تكون لصلاة الظهر، فإذا وسوس لك الشيطان أثناء الصلاة بأنك لم تنو لصلاة العصر، فلا ينبغي أن تستجيبي لهذه الوسوسة ولا تخرجي من الصلاة، بل استمري في الصلاة حتى النهاية.

أخيرا علاج الوسواس يحتاج إلى منك إلى عزيمة صادقة وصبر، وأكثري من الدعاء والاستغفار، واحرصي على طلب العلم الشرعي، وحاولي قراءة كتاب تلبيس إبليس لابن الجوزي -رحمه الله- فهو كتاب نافع في علاج هذه الوسوسة.

وفقك الله لمرضاته.

مواد ذات صلة

الاستشارات