السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا طالبة طب بشري، كان من المفترض أن أكون الآن في السنة الرابعة، لكنني ما زلت سأبدأ السنة الثانية وذلك بسبب الفشل والرسوب، رغم أنني دخلت التخصص لأجل معدلي، ومن ثم أحببته بسبب كثر الإخفاقات فيه، وخلق عندي روح التحدي بصراحة.
كلمة العميد ومن حولي (لن تصبحي طبيبة ناجحة) أهلي رفضوا إتمام عملية تعليمي، وأنا قررت أن أخرج وأكمل المحاسبة، وأحوز على لائحة الشرف طوال الفصول، وأعمل جنبا لجنب بحيث أوفر المال لإكمال الطب في دولة أجنبية، أو مما يتسنى لي، ولكن لن أبتعد عن حلمي إطلاقا.
مشكلتي أنني كنت أعاني من القلق والتوتر طوال الوقت، والكثير من المشاكل المتشبعة في رأسي وبيتي، ودوما أمي تقارنني بإخوتي -للأسف-.
ماذا تنصحونني؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سارة حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فمرحبا بك -ابنتنا وأختنا الفاضلة- في موقعك، ونسأل الله أن يسهل أمرك، وأن يغفر ذنوبنا وذنبك، وأن يصلح حالك ويحقق في طاعته الآمال.
نحن سعداء بإصرارك على تحقيق رغبتك، وفرحنا لاتباعك لرغبة والديك، ونؤكد أك أعرف بنفسك، فلا تتأثري بكلام أحد، وتوكلي على ربنا الواحد الأحد.
وكم تمنينا أن يبتعد كل واحد أو والدة وكل معلم ومعلمة عن المقارنات السالبة، والكلمات التي تجلب الإحباط للأبناء أو الطلاب، ورحم الله من قال خيرا، وغفر الله لمن يقسو، ولكننا نقول لأبنائنا وبناتنا: أرجو أن تكونوا أكبر من الإحباطات، واحرصوا على اكتساب كل ما هو جميل عند الآخرين، وتذكروا أنكم أعرف بأنفسكم من الناس، فاكتشفوا نقاط القوة وتداركوا مواطن النقص والخلل، واستفيدوا من كل ما هو إيجابي.
ولا يخفى على أمثالك أن للنجاح والتفوق والتميز أسباب، منها -بعد توفيق الله- تنظيم الوقت، والانتباه للشرح، وعمل جداول مرتبة للمذاكرة، والاستفادة من خبرات الأساتذة، ومصاحبة الصالحات الحريصات من وزميلاتك، وبذل المجهود ووضوح الأهداف، وتجنب الانشغال بالأمور الصغيرة، والتسلح بالصبر، والاستعانة بالله والتوكل عليه، وحسن التوجه إليه، وحسن القصد وحسن الفهم.
وهذه وصيتنا لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسعد بتواصلك، ونأمل أن نسمع عنك الخير والنجاح.
وفقك الله وسدد خطاك، وحفظك وأيدك وتولاك.