كيف أتخلص من هذه السلوكيات غير المرغوب بها؟

0 34

السؤال

السلام عليكم.

أعاني من سلوكيات لا أستطيع التحكم بها، مثل هز الأطراف بطريقة لاإرادية، وعض الأصابع، نبش الأنف، لمس الأعضاء التناسلية، واكتسبت تصرفات جديدة، فصرت أتكلم مع نفسي عند المشي، ولو كنت أتمشى مع أحد بمجرد التوقف عن الحديث أبدأ بالغناء أو التحدث مع نفسي، حاولت التخلص من هذا العادات لكني أصبحت أسوأ من قبل.

فهل هذه التصرفات نتيجة لسبب معين؟ فهي تلازمني منذ الصغر حتى الآن، بل اكتسب سلوكيات أخرى كما ذكرت سابقا.

شكرا جزيلا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أشكرك على الثقة في إسلام ويب.

هذه تسمى عصبيات الطفولة، وهي تبدأ بهذه الكيفية (عض الأصابع، وقضم الأظافر، ونبش الأنف، مسك الأعضاء التناسلية، حركة الأرجل المتكررة، وربما اليدين) هذه كلها حركات قلقية وسواسية نمطية، يتعود عليها بعض الناس ولا يدركون أنها عادات سيئة جدا، ونسبة لتهاونهم مع أنفسهم تستمر لديهم.

فيا أخي الكريم: هذه الحركات ليست مقبولة اجتماعيا، وأنت إذا أدركت عظمة الشيء تستطيع أن تتخلص منه، فهي قبيحة، وغير مقبولة اجتماعيا، وهي تحت إرادتك، وكل الذي حدث لك هو نوع من التعود النمطي، فيجب أن تكون حازما مع نفسك، ويجب أن تعرف أنها سيئة وتعطي عنك انطباعا سيئا، وتتوقف عنها، وهي قد تكون أيضا دليلا على الضجر، فلا تتضجر، كن شخصا أريحيا، كن شخصا سعيدا، اصطنع السعادة، تواصل مع أصدقائك، اجتهد في دراستك، واستمتع بحياتك على أسس طيبة وشرعية ومباحة، احرص على الصلاة في وقتها، مارس الرياضة بانتظام، يجب ألا تحتقن وألا تكتم في نفسك ما لا يرضيك، وأن تكون شخصا معبرا عن نفسك بأدب واحترام وتقدير للغير، لأن الكتمان والسكوت عما لا يرضي يزيد من هذه الطاقات العصابية السلبية.

الحديث مع النفس والبدء بالغناء: هذا كله حقيقة نوعا من عدم الانضباط الذاتي، أنت تساهلت مع نفسك كثيرا، وأنت -الحمد لله- كامل الوعي والعقل والإدراك ومكتمل البصيرة، فهذه أمور غير مقبولة ويجب أن توقف.

بعض العلماء يرون أن هذه الحركات النمطية فيها شيء من سمات الوسواس، يعتبرونها وساوس حركية نمطية، وفي هذه الحالة الأدوية المضادة للوساوس يمكن أن تفيد، وهي في ذات الوقت مضادة للقلق.

هنالك عقار يسمى (فافرين Faverin) واسمه العلمي (فلوفوكسامين Fluvoxamine) يمكن أن تجربه - أيها الفاضل الكريم - وهو سليم وغير إدماني، وليس مضر، الجرعة التي تحتاجها هي جرعة صغيرة، تبدأ بخمسين مليجراما ليلا لمدة أسبوعين، ثم تجعلها مائة مليجرام ليلا لمدة ثلاثة أشهر، ثم خمسين مليجراما ليلا لمدة أسبوعين، ثم خمسين مليجراما يوما بعد يوم لمدة أسبوع آخر، ثم تتوقف عن تناول الدواء.

هذه - يا أخي - هي الأسس العلاجية الرئيسية، التوجيه السلوكي قمنا به، ووصفنا لك الدواء، وأريد أن أوجهك توجيها آخر وهو ما نسميه بالعلاجات التنفيرية للحركات اللاإرادية والوسواسية القهرية:

مثلا اربط هذه الحركات بحدث مؤلم في الحياة، فكر في هذه الحركات دون أن تقوم بها، ثم بعد ذلك في ذات الوقت فكر في حادث كارثي مثلا - لا قدر الله - واربط بين الاثنين - بين هذا الفكر وبين هذا الحادث - هنا يحدث تنافر، وسوف تضعف هذه الحركات.

تمرين آخر هو: أن تجلس أمام طاولة خشبية مثلا وتقوم بالضرب على يدك بقوة وشدة على سطح الطاولة حتى تحس بألم شديد، وفي ذات الوقت تفكر في هذه الحركات اللاإرادية عند البدء بالضرب، تفكر فيها وفي نفس الوقت تقوم بالضرب على يدك، هذا الاقتران ما بين الألم وإيقاعه على النفس كتفاعل غير مرغوب فيه والتفكير في النمط الوسواسي يضعف النمط الوسواسي الحركي اللاإرادي.

هذه التمارين نوع من الحيل السلوكية الجيدة جدا، إذا طبقها الإنسان بصورة صحيحة يستفيد منها كثيرا، وتوجد أيضا تمارين سلوكية أخرى.

أخي الكريم: احرص - بجانب الرياضة - على التمارين الاسترخائية، فيها فائدة كبيرة جدا، وإسلام ويب لديها استشارة رقمها (2136015) أرجو أن ترجع إليها وتستفيد مما فيها من توجيه وإرشاد، وقم بتطبيق هذه التمارين، وسوف تجد فيها فائدة كبيرة جدا -بإذن الله تعالى-.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات