هل المشاكل الزوجية شرٌ لا بد منه، أو أنه يمكن تفاديها؟

0 22

السؤال

السلام عليكم

أخاف من المشاكل الزوجية مثل الخيانة، أو أن زوجي لا يراني أنثى ولا أعجبه، كما تقول أمي لي، فهي تحذرني من مساعدة زوجي بالمصاريف، لأنها عانت من هذه المشكلة مع والدي.

أنا مخطوبة الآن وكل تفكيري هل المشاكل الزوجية الضخمة شر لا بد منه، أو أنه يمكن تفاديها؟

أخاف من الصراخ والزعل، وأخاف من المشاكل التي قد تحصل، وعندما أرى بوادر مشكلة أشعر بالقلق والتوتر قبل أن تحصل، وتتعب نفسيتي ولا أنام من كثرة التفكير.

أسعى كثيرا أن أكون زوجة صالحة وأم صالحة، وأقرأ كتب عن الأسرة والتربية والعلاقات الزوجية، ولكن آخر مشكلة مع والدي ووالدتي جعلتني أشعر أنني مهما تعلمت يظل الكلام نظريا ولا يمكن تطبيقه، لذلك أنا محتارة وخائفة.

أعتذر على الإطالة، وشكرا لجهودكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مها حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

- بارك الله فيك، وأسأل الله أن يرزقك التوفيق والسداد والسعادة في الدنيا والآخرة والنجاح في حياتك عامة.

- خيرا فعلت حين تحرصين على القراءة في كتب التربية والعلاقات الزوجية، إلا أنني أنصحك بعدم المبالغة وسوء الظن بالنفس، وعدم الثقة بالذات؛ كون ذلك يوتر العلاقات ويخلق المشكلات، فكوني على طبيعتك وسجيتك، فأنت -بفضل الله- على عقل وسلامة وخير.

- لذا فالواجب عليك أن تتحلي بقوة الإرادة وحسن الظن بالله تعالى، وشكر نعمة الله عليك بالزوج الصالح والدراسة والصحة وغيرها.

- ومما يسهم في تحصيل مقاصد الزواج بتحصيل السكن النفسي والمودة والرحمة، ضرورة الحرص منك على حسن الخلق والتعامل والخدمة، وتعلم مهارات التجمل والزينة ومهارات الطبخ، وحسن الحديث والتعلم والدعابة واللطف والرفق.

- أنصحك بلزوم الصحبة الصالحة الواعية الناجحة والاستفادة من خبراتهن.

- نعم فإن الحياة الزوجية لا تخلو من منغصات، لكن بإمكان الزوجة أن تخفف وتحد منها بالصبر والتفهم والتعايش مع المشكلات إن وجدت، وإدراك أن الخطأ والخلاف طبيعة بشرية، وأن العاقل من يحسن تحويلها والاستفادة منها (لاتحسبوه شرا لكم بل هو خير لكم).

- ليس كل ما تقوله الأمهات صحيحا، بل إن البعض منهن يتكلمن بحسب خبراتهن الخاصة، وهي تختلف من شخص لآخر، أو بحسب ثقافة مجتمعاتهن، ولا يخفى اختلاف التجارب والخبرات باختلاف البيئات والظروف والأحوال والأشخاص والمناسبات.

- ومن ذلك خطأ نصيحة والدتك لك بعدم مساعدة زوجك في العمل؛ بدعوى المحافظة على أنوثتك وإعجاب زوجك، بل إن عمل المرأة داخل أو خارج البيت في حال قدرة الزوجة وحاجة الزوج والأسرة يسهم في خدمة البيت والمجتمع، وتخفيف الأعباء المالية والشعور بالتعاون، وشكر الزوج لزوجته وتقديره لها، شريطة الانضباط بحدود وضوابط الشرع في الحجاب والعفة.

- وأخيرا فلا أجمل وأفضل من اللجوء إلى الله تعالى بالدعاء والطاعة والذكر والاستعانة به، والتوكل عليه ولزوم الصحبة الصالحة، وشغل الوقت والنفس بما يعود عليك بالفائدة في دينك ودنياك.

- فرج الله همك، ويسر أمرك، وشرح صدرك، ورزقك البركة في حياتك عامة وسعادة الدنيا والآخرة، ويسلمك من كل سوء ومكروه.

مواد ذات صلة

الاستشارات