أتناول الفافرين لعلاج المخاوف.. فهل أستمر عليه؟

0 28

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أعاني من الوساوس والمخاوف منذ أكثر من ١٠سنوات واستخدمت علاجات عدة، منها: الفافرين، والبروزاك، واللوسترال، والسيبرالكس، ولكنني تركتها لمدة عام ثم رجعت واستخدمت الفافرين، ولي ما يقارب الشهر، ويوجد تحسن بسيط بجرعة ٢٠٠ علما بأنه أفادني قبل ? سنوات، فما هو رأيكم، هل أستمر عليه أو أستخدم معه علاجا ثان؟ -فضلا وليس أمرا-.

شكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو ناصر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في الشبكة الإسلامية.
أخي: بادئ ذي بدئ لابد أن يكون هنالك تأكيد قاطع حول التشخيص، حالات القلق والاكتئاب والوساوس والمخاوف وعصاب ما بعد الصدمة -وأشياء كثيرة مماثلة- هنالك تداخل كبير فيما بينها، ونحن أيضا نحرص تماما أن نفرق ما بين العرض والمرض، الإنسان قد يأتيه الخوف كعرض بسيط ثم يذهب، وقد يأتيه قلق يكون حادا لكنه يذهب، وكذلك الوسوسة وحديث النفس، في هذه الحالات تعتبر عرضا وليست مرضا، لأن المرض له معاييره التشخيصية، من حيث مدة الشكوى، أو الأعراض، ومن حيث قوتها وشدتها، وما هي الأشياء التي تحفزها وتزيدها أو تنقصها، ومآلاتها... وهكذا.

إذا التشخيص يجب أن يكون تشخيصا دقيقا، لأن الحالات التي هي مجرد أعراض، حتى ولو استمرت لفترة أسبوع أو أسبوعين في هذه الحالة قد لا يحتاج الإنسان لأي علاج دوائي، مجرد التكيف مع الظرف الذي يمر به الإنسان، مجرد التفكير الإيجابي، مجرد تغيير نمط الحياة، مجرد السعي لإزالة السبب إن وجد، هذا قد يكون علاجا كافيا.

أنت تتردد منذ سنوات على الأطباء، لأنك ذكرت أنك قد تناولت أدوية مختلفة، وهي الفافرين والبروزاك واللسترال والسبرالكس، ولم تستفد منها، فأنا أحسب أن تشخيصك تشخيصا دقيقا وسليما، ولكن إن لم يكن الحال كما هو ذكرته لك فأرجو أن تذهب إلى الطبيب ليقوم بتقييم حالتك، ومن ثم يضع التشخيص الصحيح والتي تعقبه الآليات العلاجية.

إذا فرضنا أنك تعاني من قلق المخاوف الوسواسي، قلق، ومخاوف، ووساوس، وهي وصلت للمرحلة التي يمكن أن نقول أنها مرضية وليست مرحلة عرضية، في هذه الحالة -أخي الكريم- العلاج له مكونات أربعة: العلاج السلوكي الفكري، العلاج الاجتماعي، العلاج الإسلامي، والعلاج الدوائي، هذه لابد أن تتكامل مع بعضها البعض، وكثير من الذين لا يستجيبون للعلاجات الدوائية أولا إما أنهم لا ينتظمون في العلاج، أو أن الجرعة غير صحيحة، أو أن العلاج أصلا ليس صحيحا، وأكبر سبب بجانب ذلك هو عدم تفعيل الآليات العلاجية الأخرى، الآليات النفسية، الاجتماعية، الإسلامية، ويبقى الإنسان فقط على الدواء، فأنا أرجوك إن كان بالفعل لديك وساوس ومخاوف يجب أن تعالجها معرفيا، بأن تحقر الوسوسة، أن تحقر الخوف، بل تخترق هذه الأفكار، تتجاهلها تماما، وتقدم على ما هو ضد الفكرة، وسوسة كانت أو خوفا كان.

على النطاق الاجتماعي: يجب أن تحرص على الالتزام بالواجبات الاجتماعية، أيا كان نوعها، لا تتأخر أبدا عن أي واجب اجتماعي، ابني علاقات اجتماعية وطيدة، من لهم نسيج اجتماعي ممتاز ويقومون بواجباتهم الاجتماعية هم أفضل الناس من حيث الصحة النفسية.

ممارسة الرياضة علاج مهم جدا؛ لأن الرياضة تغير حقيقة تركيبة الخلايا الدماغية والموصلات العصبية التي تربط ما بينها.

حين أقول (تغير تركيبة الخلايا) لا أعني تغير الخلايا ذاتها، لكن تغير من أنشطة الخلايا، تؤدي إلى إفرازات نشطة إيجابية، فإذا الرياضة تقوي النفوس قبل الأجسام.

العلاج الإسلامي -أخي الكريم-: الصلاة في وقتها مع الجماعة، {إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا}، الصلاة تعلمنا الانضباط، تعلمنا حسن إدارة الوقت، تجعلنا نلتقي بإخواننا في المساجد ونتعرف على الصالحين والأفاضل من الناس، فهي فيها جوانب عظيمة، وبجانب احتساب الأجر، والصلاة مزيلة للخوف ومطمئنة للنفس،{وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين}، {واستعينوا بالصبر والصلاة}، (أرحنا بها يا بلال)، (وجعلت قرة عيني في الصلاة)،

هذه هي الجوانب العلاجية، وأقول لك الفافرين دواء رائع جدا، والجرعة يمكن أن تصل إلى ثلاثمائة مليجرام، و-إن شاء الله- فيه فائدة كبيرة جدا.

لا داعي لاستعمال أي دواء ثان، وأسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات