أحتاج لطريقة تكسبني الثقة في النفس، فأرشدوني.

0 29

السؤال

السلام عليكم.

أعاني من قلة الثقة في النفس، أستحي من الأشخاص الأعلى مني مستوى، أحس بأن رأسي ثقيل لا أستطيع التفكير، وعضلات رأسي الخلفية مشدودة ومتشنجة، وذاكرتي ضعيفة، وأعاني من قلق مستمر وعصبية، وأتكلم كثيرا في نفسي وبطريقة مزعجة، وصرت انطوائيا.

تعالجت لمدة ثلاث سنوات بعقار الانفرالين والدبريتين ولكن بلا جدوى، فكيف أكسب الثقة في النفس؟

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الحكيم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في الشبكة الإسلامية.

أنت لديك أسئلة كثيرة وإن كانت حول أمور نسائية في معظمها، أتمنى -أخي الكريم- أن تستفيد من الإجابات السابقة، وحقيقة أسئلتك السابقة نعم يجب أن نوضح أنها لا تحتوي كثيرا على ما ذكرته الآن، هي استفسارات حول أختك في معظمها، لكن عموما:

نحن نعطي إرشادا للناس، وإرشادنا يقوم على أسس مهنية منضبطة، نسأل الله تعالى أن ينفع الناس جميعا، لكن بكل أسف كثير من الناس لا يطبقون، ولا ينفذون الإرشاد النفسي بمتطلباته، وهو ليس صعبا أبدا.

مثلا -أخي الكريم- أنت لديك مشكلة الثقة في النفس، هذا أمر بسيط جدا، لديك مشكلة في الثقة في النفس لأن تقييمك لنفسك خاطئ، لأنك تقلل من ذاتك، الله تعالى قد أكرمك، هذا هو المبدأ الرئيسي، أنت لست بأقل من الآخرين في أي شيء، يجب أن تقتنع بهذا المبدأ وتنصف نفسك، لا تحقر ذاتك أبدا.

نعم الإنسان قد يكون هنالك بعض النواقص فيه، يجب أن يدرك الإيجابيات ويدرك النواقص، ومن ثم يسعى لتطوير ذاته، هذا هو الأساس، إذا أقيم ذاتي تقييما صحيحا، أعرف ما هي الإيجابيات وما هي السلبيات، وما هي مصادر القوة في شخصيتي، وما هي مكونات الضعف، وأسعى لتقوية ما هو قوي، وأرفع وأقوي ما هو ضعيف، هذا هو المبدأ السلوكي -أخي الكريم-.

وخير وسيلة لتطوير الذات هي أن يكون الإنسان نافعا لنفسه ولغيره، لا يمكن للإنسان أن يكون له ثقة حقيقية في نفسه دون أن يكون نافعا، دون أن يشارك في عمارة هذه الأرض، دون أن يكون عالي الهمة، وهذه أمور يكسبها الإنسان، ويطورها الإنسان.

واجعل لحياتك هدفا، لا تحكم على نفسك فقط بهذه الأفكار السالبة، احكم على نفسك بأفعالك، ما الذي تعمله الآن أنت؟ ما هي وظيفتك؟ كيف تطور هذه الوظيفة؟ وإن لم يكن لك وظيفة يجب أن تبحث عن وظيفة؛ لأن قيمة الرجل في العمل. ما هي مساهماتك في تطوير أسرتك؟ ما هي التزامك بعباداتك؟ ما هي التزاماتك بالواجبات الاجتماعية؟ مشاركة الناس في أتراحهم وأفراحهم، الذهاب إلى الأعراس، الذهاب لزيارة المرضى، المشي في الجنائز، الترفيه على النفس مع الأصدقاء، ممارسة رياضة، القراءة، الاطلاع، هذه هي الحياة - أخي الكريم - الثقة لا تأتي إلا من خلال هذه الأشياء.

فأرجو - أخي الكريم - أن تجعل نمط حياتك على هذه الشاكلة التي ذكرتها لك، وسوف تجد أنك قد تطورت، أن مهاراتك قد زادت، أن ما أسميته (فقدان الثقة في النفس) قد انتهى، وأنا أقول لك مرة أخرى: أن الله تعالى قد أكرمك، فلا تقلل من شأنك، ولا تهن ذاتك.

نحن أيضا ننصح الناس بالقراءة عما يسمى بعلم الذكاء العاطفي أو الذكاء الوجداني، الذكاء العاطفي أو الذكاء الوجداني يعلمنا كيف نتعامل مع مواقفنا بصورة ذكية، هذه الأفكار السلبية يجب أن نتعامل معها بصورة ذكية، من خلال إقناع نفسي بفكرة تضاد الفكرة السلبية، فاقرأ عن الذكاء الوجداني أو الذكاء العاطفي، توجد كتب ممتازة، أفضلها وأولها هو الذي ألفه (دانيل جولمان) سنة 1995، وهو حقيقة مؤسس هذا العلم الجميل، والكتاب موجود ومترجم، وتوجد كتب أخرى كثيرة جدا، فأرجو أن تقرأ عن الذكاء الوجداني، وإن كان بالإمكان أن تحضر دورات عن الذكاء العاطفي - أو ما نسميه بالذكاء الوجداني - فهذا سوف يفيدك، لأنه الوسيلة التي تعلمنا كيف نفهم ذواتنا بصورة إيجابية ونتعامل معها بصورة إيجابية، وكيف نفهم الآخرين ونتعامل معهم بصورة إيجابية.

العلاج الدوائي: أرى أن دوره بسيط جدا في حالتك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات