السؤال
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
أنا طالبة مقبلة على مناقشة أطروحة دكتوراه بعد شهر -إن شاء الله-، التوتر والخوف يقتلني، هدم ثقتي بنفسي، وجعلني لا أركز إلا على مواطن الضعف في أطروحتي.
حاولت الحضور لبعض المناقشات لأخفف من خوفي وتوتري، لكن الوضع ساء أكثر، لأنني مقتنعة بأن عملي دون المستوى مقارنة بمن حضرت لمناقشاتهم، وأريد بعض النصائح التي تساعدني في التخلص من هذا الخوف والتوتر، لأنني إذا استمررت على هذه الحالة فسأفشل في المناقشة حتما.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ طالبة علم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -ابنتنا وأختنا الدكتورة الفاضلة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والحرص والسؤال، ونسأل الله أن يقدر لك الخير وأن يصلح الأحوال وأن يكتب لك التوفيق ويحقق بك ولك الآمال.
لا مكان للخوف بعد أن وفقك الله ووصلت لهذه المرحلة، بل إنك ناقشت الماجستير قبل ذلك، فاستعيني بالله وتوكلي عليه، ولا تحقري نفسك وتعظمي الآخرين، واحرصي على طاعة رب العالمين، وتوجهي إليه فهو الكريم الذي يجيب المضطر إذا دعاه.
وأرجو أن تعلمي أن لكل دارس ودارسة ما يميزه عن الآخرين، ولا مجال للمقارنة، كما أن لموضوعات الرسائل المختلفة فوارقها الطبيعية، واعلمي أن مجادلة المناقشين للباحثين والوقوف معهم في بعض المحطات ليس من الضروري أن يكون للضعف، بل هو في أحيان كثيرة للتميز، والدليل على ذلك هو تلك الدرجات التي تقررها اللجان للطلاب بعد الجدال والمناقشة، وتذكري أن الذين يشرفون على الرسائل لا يسمحون بوصولها لمرحلة المناقشة إلا بعد تأكدهم من نضج الطالبة أو الطالب، واكتمال الرسالة العلمية، وعليه فمجرد موافقة المشرف وتحديد الجامعة لوقت المناقشة يدل على أنها رسالة ناضجة، ومن باحثة مؤهلة لنيل الدرجة العلمية.
ولا يخفى عليك أن الطالبة لا تستطيع أن تقرر إن كانت أبحاث الآخرين أفضل من بحثها، بل ذلك متروك للأساتذة المختصين، وفرص المقارنة معدومة أصلا لاختلاف الموضوعات، فالمقارنة تكون بين الأشياء المتشابهة المتحدة، وهذا معدوم في الرسائل الجامعية، فاطردي عنك الأوهام، وتوكلي على الذي لا يغفل ولا ينام.
وتعوذي بالله من شيطان همه أن يجلب الأحزان لأهل الإيمان، واعلمي أن ملاحظات الأساتذة هدفها الفائدة والمزيد من التجويد للأعمال العلمية، وليس الهدف منها التحطيم، ولذلك سوف تسمعين كثيرا من الثناء والمدح على المجهود الذي قمت به.
وهذه وصيتنا لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، ونأمل أن تفوزي بدعاء والديك وأرحامك، ولك منا صالح الدعوات، ونسأل الله أن يوفقك ويسدد خطاك، وأن ينفع بك ويتولاك.