ما سبب خوفي من أي عمل أود القيام به؟

0 26

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا شاب بعمر 29 سنة، غير مدخن، وطعامي صحي، أعاني من الخوف من عمل أي شيء إلا بعد مشورة، ومنذ سنة حدثت ظروف صحية لصديقي في العمل، ومن بعدها وأنا دائم القلق من المرض، وأعاني من ألم في الصدر، وتنميل في الأطراف، وتشويش في الرؤية، ودوخة دائمة، وسرعة ضربات القلب، وطنين في الأذن، وتنميل في الفكين، وألم دائم في البطن مع غازات وحموضة، والتعب من أقل مجهود، وشد في عضلات الجسم.

قمت بمراجعة طبيب الباطنة، وعملت كافة الفحوصات اللازمة من تخطيط قلب وتحليل صورة دم وأنزيمات قلب وكبد وكلى، وكلها سليمة، ولكن عند الطبيب يرتفع ضغط الدم، وتزداد ضربات القلب، وفي البيت يعود الضغط لطبيعته.

حاليا عند الذهاب للنوم أشعر بسخونة شديدة في الوجه على الرغم من برودة الغرفة، قمت بمراجعة جميع التخصصات تقريبا والكل أجمع على أني سليم، فأرجو من سعادتكم الرد على سؤالي، حيث إنني غير قادر على الذهاب لعملي ولا حتى للصلاة، ولا أستطيع الخروج من المنزل خوفا مما يحدث لي، وآسف للإطالة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ وليد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في الشبكة الإسلامية، وأشكرك على ثقتك في هذا الموقع.

استشارتك واضحة، حيث إنه لديك حالة تعرف بقلق المخاوف، وقلق المخاوف كثيرا ما ينتج عنه أعراض جسدية كما هو في حالتك، ونسمي حالتك هذه نفسوجسدية، بمعنى أنه توجد أعراض جسدية لكن لا يوجد لها سبب عضوي، ومنشؤها يعتبر نفسيا، ومرتبطة بحالة القلق.

أنت قابلت عدة أطباء، وهذه هي الإشكالية التي نود أن نلفت إليها النظر: أن التنقل بين الأطباء كثيرا ما يزيد من التوهمات المرضية ويؤدي إلى زيادة في القلق والتوتر، لذا الإحجام عن هذه الزيارات، وأن يصر الإنسان ألا يتنقل بين الأطباء، بل لا تذهب إلى الطبيب أبدا إلا إذا كانت هنالك ضرورة قصوى، والمطلوب فقط في هذا السياق هي الزيارات الدورية الروتينية، هذه جيدة جدا، حيث إن الإنسان إذا ذهب للطبيب مرة كل ستة أشهر وقام بإجراء الفحوصات الروتينية، هذا يبعث طمأنينة كبيرة في نفس الإنسان، فيا أخي: احرص على ذلك، احرص على التوقف عن التنقل بين الأطباء.

أنا أرى أنك إذا غيرت نمط حياتك وجعلته أكثر إيجابية، وتجاهلت القلق، ومارست الرياضة بصفة مستمرة، وطبقت بعض التمارين الاسترخائية، وأحسنت إدارة وقتك، وتواصلت اجتماعيا، وكنت بارا بوالديك، وحريصا على صلاتك، ولك آمال وطموحات حول المستقبل؛ هذا يكفي تماما لعلاج حالتك هذه.

المتطلبات التي ذكرتها لك هي أشياء مهمة جدا لما نسميه بالصحة النفسية الإيجابية، وهي ليست صعبة التطبيق أبدا، المهم هو أن الإنسان يحسن دافعيته، ويدير حياته، ويطبق ما هو مفيد له مثل الإرشادات السابقة التي ذكرنا شيئا منها.

املأ وقتك، لأن الفراغ أيضا مشكلة، يؤدي إلى توهم المرض، استثمر وقتك بصورة صحيحة، الوقت للعمل، وأنت الحمد لله تعالى لديك عمل، فحاول أن تستمتع بعملك، وتطور نفسك في مجال تخصص عملك، والانشغال بالعبادة والصلاة في وقتها، وتلاوة القرآن، والحرص على التواصل الاجتماعي، زيارة الأرحام، التواصل مع الأصدقاء، هذه - يا أخي - علاجات وعلاجات ضرورية مهمة جدا، النظرة المستقبلية الإيجابية مهمة جدا.

أن تأخذ قسطا كافيا من الراحة بجانب ممارسة الرياضة، وأن تنام ليلا نوما مبكرا، النوم الليلي المبكر يجعل الإنسان يستيقظ مبكرا ويصلي الفجر، ويحس أنه تعتريه حيوية نفسية وجسدية، وهذا قطعا يؤدي إلى تحسين كبير جدا في المزاج.

أكرر مرة أخرى أن الرياضة مهمة، تشعرك بأنك في وضع صحي جيد بل وضعي صحيح ممتاز.

أيها الفاضل الكريم: بما أنك راجعت عددا كبيرا من الأطباء أعتقد أنه أتى الوقت لمراجعة الطبيب النفسي، ليعطيك المزيد من الإرشاد، ويصف لك أحد الأدوية المضادة لقلق المخاوف، وأعتقد أن عقار (سيرترالين) يضاف له جرعة صغيرة من عقار (دوجماتيل) ستكون هي الأدوية الأمثل بالنسبة لك، لكن خذ رأي الطبيب النفسي.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات