طفلتي تعاني من لحمية والطبيب قرر إزالتها، ما رأيكم بهذ الإجراء؟

0 37

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله
سؤالي بخصوص ابنتي البالغة من العمر ثلاث سنوات ونصف.

منذ عام ونصف مرضت بالرشح نتيجة تغير الجو عند انتقالنا من بلد إلى آخر، ومنذ ذاك الوقت لم تشف شفاء تاما من أعراض الرشح وسيلان الأنف، ثم أصبحت تتنفس من فمها وتشعر بالضيق من أنفها، وتستيقظ كثيرا بالليل لتشرب الماء نتيجة جفاف الحلق.

عرضناها على عدة أطباء وجميعهم قالوا: أن هذه الأعراض بسبب اللحمية، وأجرينا صورة لها وتبين وجود لحمية كبيرة أغلقت مجرى التنفس الطبيعي ويجب إزالتها.

مؤخرا ذهبنا إلى طبيب فحصها وقال سيعطيها دواء لتخفيف إفرازات الأنف والأعراض، وقبل العملية أعطاها مضادا حيويا وقطرة ماء وملح، ومضاد هيستامين وبخاخ فيه كورتيزون بسيط تستخدمه قبل النوم مرة واحدة.

بعد أسبوعين لم تتحسن الأعراض إلا قليلا جدا، وعدنا للطبيب وأعاد فحصها وقال: إن الإفرازات مستمرة بكثرة، وفحص أذنها ووجد أن هناك سوائل بالأذن، والفحص الأول لم يتضح معه ولم يراها بالفحص العادي، طلب تخطيط للأذن ليرى كمية السوائل ولم نقم به إلى الآن، وكتب لها على مضاد حيوي آخر وقطرة ديكوزال.

لا أفضل إعطاء المضاد الحيوي دون فائدة ودون سبب، ولا يوجد عليها حرارة ولا أي شيء سوى أعراض الرشح، يقول الطبيب: أنه يجب معالجة السوائل بالدواء قبل اللجوء للعملية، وأخاف أن تتأثر ابنتي بتأخير العمليه كل مرة دون سبب واضح، هل هذه الأدوية التي ذكرتها تعالج السوائل أم ماذا، وهل تصرفه صحيح بتأجيل العملية لتجف السوائل، أم الأفضل أن يقوم بإجراء العملية وشفط السوائل معا؟

ماذا أفعل لكي يتحسن نمو ابنتي؟ فوزنها متذبذب، وللعلم أكلها جيد نوعا معها في الشهور الأخيرة، وتأكل حسب مزاجها، ماذا أفعل لها؟

بارك الله في جهودكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فيوليت حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

استطعنا أن نحدد عمر طفلتك بثلاث سنوات ونصف من خلال استشارة سابقة، حيث أن كل الأرقام في الاستشارة غير مقروءة، ونحييك على الحرص على كتابة الوزن والطول للطفلة؛ لأن ذلك يمثل أمرا مهما جدا لتقييم نمو الطفل، وعندما يتنفس الطفل من فمه وليس الأنف فالمرجح أن يعاني الطفل من حساسية الجيوب الأنفية، بالإضافة إلى تضخم اللحمية، ويتضح ذلك من حالة الشخير أثناء النوم، ومن جفاف الحلق وعدم القدرة على البلع.

والدواء الذي وصفه الطبيب ممتاز خصوصا نقط الملح، وبخاخ الكورتيزون ومضاد الهيستامين، ولا مانع من إعطاء الطفل شراب ديكادرون (ديكساميثازون) وهو شراب كورتيزون يعطى 5 مم ثلاث مرات في اليوم لمدة 7 أيام، وهو دواء رائع لتخفيف حساسية الأنف، ولعلاج الماء خلف الأذن دون الحاجة إلى تناول مضاد حيوي، طالما أن صورة الدم طبيعية، وعدد كرات الدم البيضاء طبيعي والعدد النوعي لكرات الدم البيضاء neutrophils طبيعي وغير مرتفع، وفي ذلك إشارة لعدم وجود بكتيريا في الدم، أو الجيوب الأنفية، أو في الأذن الوسطى.

ويمكنك العمل على تنظيف الجيوب الأنفية وتخفيف الاحتقان بها بالماء المالح، من خلال وضع بعض الملح في قارورة الماء المعدنية الصغيرة وسحب الماء بالسرنجة البلاستكية جرعة 3 سم (دون الإبرة)، وضغط الماء المالح في فتحتي الأنف عدة مرات، بحيث ينزل جزء من الماء من الأنف والباقي من الحلق، لغسيل الغشاء المخاطي للجيوب الأنفية، وتقليل الاحتقان فيه، وسوف يحسن ذلك من عملية التنفس، ويقل معه شعور الطفل بضيق التنفس، ويبدأ في التنفس من الفم وليس الأنف ليلا.

وعموما فإن الصبر لعدة أيام للتأكد من الحالة وتناول العلاج لا يؤثر في نتيجة العملية، بل يمثل فائدة للطفل لاتخاذ القرار السليم، ومن المعروف أن إجراء عملية استئصال اللحمية، مع تركيب أنابيب في طبلة الأذنين للطفل من العمليات المتكررة والسهلة، ويقوم بها جراحوا الأنف والأذن بكل سهولة، مع أهمية التاكد من عدم تضخم اللوزتين، حيث أن تضخمهما يؤدي للمشكلة ذاتها، وهي عدم القدرة على التنفس من الأنف، وكثيرا ما يتم استئصال اللوزتين واللحمية في الوقت ذاته إذا كانت هناك ضرورة لذلك.

وفقكم الله لما فيه الخير.

مواد ذات صلة

الاستشارات