السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا شاب عمري 22سنة، أعاني منذ 3 سنوات من مرض لا أعلم ما هو، واسمحوا لي بذكر بعض الأعراض التي أعاني منها:
- سخونة تجري في جسمي على شكل حرقان.
- برودة في جسمي خاصة عند المشي في الشمس.
- احتقان الحلق والدوخة.
- عدم الإحساس بالذات -أي لم أعد أفكر كما كنت سابقا كأنني في حلم-.
- عدم الإحساس بأطراف جسمي.
- أعاني من التعرق خاصة عند الارتباك أو القلق.
- آلام وراء الرقبة -أي بين الرقبة والرأس-.
- احمرار على مستوى العين اليسرى.
- حبوب واحمرار في الوجه على على شكل فراشة.
علما أنه عندما يشتد المرض يحمر وجهي كثيرا، ولا أتحكم في أعصابي!
أرجو منكم الإجابة على هذه الاستشارة، وشكرا جزيلا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ يحيى حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أسأل الله لك العافية والشفاء.
من وصفك -أيها الفاضل الكريم- يظهر لي أنك تعاني من درجة من القلق النفسي والتوتر البسيط، وهذا في ذات الوقت نتج عنه توتر عضلي، التوتر النفسي كثيرا ما يؤدي إلى توترات عضلية في أجزاء مختلفة من الجسم، وهذه تظهر في شكل آلام في الرقبة مثلا، شعور بالوخز والألم في الصدر أو الأرجل أو البطن، والجهاز الهضمي يتأثر كثيرا بالقلق.
الحالة -إن شاء الله- بسيطة، والأفضل لك هو أن تذهب وتقابل طبيب، طبيب الأسرة، أو طبيب الباطنة؛ ليقوم بإجراء فحص شامل لك، وتجرى لك الفحوصات الطبية المختبرية الأساسية.
أنا على ثقة أن كل الفحوصات سليمة -إن شاء الله- في مثل عمرك، وقطعا حين تجري هذه الفحوصات وتجدها سليمة سوف تطمئن كثيرا، وإن كان هنالك أي شيء بسيط يتطلب العلاج سوف يقوم الطبيب بإعطائك ما يعالج ذلك.
اذكر للطبيب أنك حضرت إليه فقط من أجل أن تفحص فحصا عاما وتجري الفحوصات الطبية المطلوبة، وليس أكثر من ذلك.
بعد ذلك لا تتنقل بين الأطباء، هذا مهم جدا؛ لأن التوهمات المرضية كثيرا ما تنشأ، بل تزداد على الإنسان حين يبدأ في التنقل بين الأطباء، ويبدأ الإنسان يقرأ حول الأمراض من هنا وهناك، ومعظم المعلومات الموجودة على الإنترنت قد لا تكون دقيقة، فلا تدخل نفسك أبدا في دائرة التوهم المرضي، وتذكر أنك في عمر جميل، حباك الله تعالى بالطاقات النفسية والجسدية والاجتماعية، وعليك أن تكون شخصا إيجابيا في حياتك، تنظر للحياة بقوة وبأمل وبرجاء، وتكون شابا عالي الهمة، بارا بوالديك، نافعا لنفسك ولغيرك.
أنت ذكرت أنه لا وظيفة لك، وفي مثل عمرك إما أن تكون في مرفق دراسي، أو تكون في ساحات العمل --وأرجو أن تسامحني في ذلك- لكن أن تكون لا عمل لك ولا دراسة لك هذا سوف يفقد حياتك طعمها، فلابد أن تواصل دراستك أو تبحث عن عمل -أي عمل-؛ فالعمل يمثل القيمة الحقيقية بالنسبة للرجل.
وبعد ذلك أيضا هنالك أمور بسيطة جدا لكنها مهمة في حياتنا الصحية والنفسية: أن تنظم وقتك، أن تكون مع الصالحين من الشباب، أن تجرب في أن تحرص على الصلاة في المسجد، وأن تكون شابا صاحب مروءة، تشارك في المناسبات الاجتماعية؛ هذا -حقيقة- يطور كثيرا من صحتك النفسية والجسدية، و-إن شاء الله- تعالى ينهي تماما هذه الأعراض، والتي كلها أعراض قلقية احتقانية.
الرياضة مهمة جدا -خاصة رياضة المشي أو الجري- اجعلها جزءا من حياتك.
هذه نصيحتي لك، ولابد أن تخطط لمستقبلك، وتكون نظرتك إيجابية حول المستقبل. نحن في عالم تنافسي جدا، يقولون إن البقاء فيه للأصلح، والإنسان لن يكون صالحا إذا لم يزود نفسه بالمعرفة والدين.
لا أراك محتاجا لعلاج دوائي، إن طبقت هذا الذي ذكرته لك يكفي تماما، ولا مانع من أن يصف لك الطبيب دواء بسيطا مضادا للقلق كعقار (سيلبرايد)، والذي يسمى تجاريا (دوجماتيل)، بجرعة كبسولة واحدة (خمسون مليجراما)، يوميا لمدة شهر إلى شهرين، سوف يساعدك في إزالة هذا القلق، لكن علاجك ليس دوائيا في المقام الأول، العلاج هو الذي ذكرته لك أعلى، ونحن سعداء جدا برسالتك هذه، ونسأل الله تعالى أن ينفعك بما ذكرناه لك، لكن المهم هو التطبيق.