جارتي تستفزني لأفتعل المشاكل معها.. فما الحل؟

0 23

السؤال

السلام عليكم..

جارتي تستفزني لأفتعل المشاكل معها، علما أنها زوجة سلفي، أغلقت الباب في وجهي، ففتحته عليها عنوة وراحت تستفتي الشيخ على الاعتداء، بالرغم من أنها السباقة في الاعتداء.

هي في كل مرة تحاول خلق مشاكل على أتفه الأسباب، خصوصا شجار الأطفال الصغار، أنا خلوقة وطيبة وملتزمة، ولكنها أشعلت في قلبي نارا باستفزازاتها المتكررة.

ساعدوني كيف أتخلص من حماقاتها وتدعني في سلام؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم البنين حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فاعلمي وفقك الله أن الصبر والتحمل والحلم والأناة والتعامل الحسن من أعظم أخلاق المسلم التي من خلالها يكتسب الحسنات، ويرتقي في درجات في الآخرة، ويربط بها العلاقات، ولأجلها يحبه جيرانه وإخوانه وسائر من تعامل معه.

وإذا حصل للإنسان أي استفزاز أو أذيه فعليه أن يتحكم في نفسه ويتعامل مع من أساء إليه بالحسنى حتى يقضي على أسباب الخلاف والشقاق، ويحول العداوة إلى محبة وإخاء، قال سبحانه:﴿ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم۝ وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم ۝ وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم﴾.

فذكر الله في هذه الآيات توجيهات لحل الخلافات، وبين أثر التعامل الحسن في تحويل العدو إلى صديق، وأن الخلافات بين الناس سببها نزغ الشيطان، وأن الاستعاذة منه علاج لذلك.

وعليه: فإن تصرفك مع جارتك بالأسلوب الذي ذكرت تصرف غير صحيح، وحتى ولو أغلقت الباب في وجهك، فهناك وسائل أخرى لعلاج المشكلة.

وكان بإمكانك الصبر والتحمل والابتعاد عن ردة الفعل في ذلك الوقت، فإذا ذهب الغضب منكما يتم عتابها على هذا التصرف غير الجيد منها في حقك، وقطعا ستشعر بالحرج والاعتذار لك.

فإن لم تعتذر لك، فيمكن شكواها إلى زوجها؛ خاصة وأنك تصفينها بأنها زوجة شخص متدين.

ونصيحتي لك ولها إعادة النظر في طريقة تعاملكما في معالجة خلافاتكما، فأنتما جيران، وغالبا ما يحصل بين الجيران سوء تفاهم، وخاصة بسبب شجار الأطفال، لكن العقلاء من يتصرفون بحكمة لمعالجة أي شجار ونزاع.

ولو تعاملتما بما دلت عليه الآيات السابقة لذهب كثير من الخلافات بينكما.

ولنفترض أنها دائما تستفزك وتخطئ في حقك، وما نفع معها التعامل الحسن ولا الصبر عليها، فيمكن إدخال طرف ثالث بينكما من أهل الفضل والخير يسمعا منكما ويضع حدا للمعتدي بعد ذلك.

وفقكم الله وأصلح أحوالكم وغفر ذنوبكم.

مواد ذات صلة

الاستشارات