السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أحب هذا الموقع جدا، وأريد استشارة بخصوص مرضي، أعاني من اكتئاب حاد ووساوس، أخذت أدوية ولم أستفد، مؤخرا بدأت أوسوس من الحشرات، عندما قمت بحملة تنظيف شاملة وجدت الكثير منها لأني كنت مسافرة، ودائما أبكي عندما أجدها، وأوسوس أنها دخلت في أذن أو فم أبنائي، رغم أني وجدتها ميتة.
أبحث عن أنواعها في الإنترنت كل يوم، وحلمت أني أزيل الديدان من فم ابني، وعندما استيقظت ظللت أبكي كثيرا وأراقب ابني إن خرج منه شيء، لأني ذات يوم حلمت بديدان في يدي، وفي نفس اليوم أكلت أكلة سمك فوجدتها قديمة وبها ديدان ميتة، وخفت أن يتحقق حلمي مرة أخرى، لا أعلم لم يحدث هذا معي، إن هذا الأمر يؤرقني كثيرا، ولا يجعلني أهتم بأطفالي وألعب معهم، دائما متوترة وأصرخ عليهم، أريد علاجا لهذا المشكل.
وشكرا لكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مؤمنة بالله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نشكرك كثيرا على ثقتك في استشارات الشبكة الإسلامية.
أختي الفاضلة: لا بد أن تركزي على الوسائل العلاجية غير الدوائية، أنت ذكرت أنك تعانين من اكتئاب حاد ووساوس، أتمنى أن ما وصفته بالاكتئاب الحاد يكون عرضا وليس مرضا، بمعنى أنه شيء لحظي وليس أمرا مطبقا مخلا للمزاج.
مزاج الإنسان قد يتعكر، وقد ينشرح، وهذه الأمور تزيد وتنقص، لكن الإنسان الذي ينتهج منهج التفاؤل في فكره ومشاعره وأفعاله يستطيع أن يغير كثيرا من مزاجه.
فلا تعتمدي فقط على الأدوية، الأدوية تساعد، لكن العلاج المعرفي السلوكي الذي يقوم على مبدأ: التفكير الإيجابي - كما ذكرنا - وتحقير ما هو سلبي، هذا يفيد.
وأيضا على النطاق الاجتماعي: لا بد أن تديري وقتك بصورة ممتازة، لديك أشياء طيبة وجميلة جدا في حياتك، والوساوس والقلق والتوترات يجب ألا تنسيك هذا.
الرياضة مهمة في حياتنا، وهي تقوي النفوس قبل أن تقوي الأجسام، الرياضة تحسن التواصل ما بين الخلايا العصبية، وتحسن أيضا من مستوى الدم في الدماغ، وهذا كله حقيقة له وقع إيجابي على الإنسان، فاجعلي لنفسك برامج رياضية منتظمة.
بالنسبة لوساوسك هذه: هي ذات جانب فكري، لكن لا تخلو من شيء من الشكوك والظنانية، ولذا أفضل أن تذهبي للطبيب النفسي للمزيد من الاستقصاء حولها، أعتقد أن ذلك مهم، ومثل هذه الوساوس من حيث العلاج الدوائي تستجيب بصورة أفضل لأحد مضادات الوساوس، يضاف إليه جرعة صغيرة من أحد مضادات الذهان كعقار (رزبريادون) مثلا.
طبعا حالتك ليست ذهانية، ليست عقلية، لكن وجود المكون الظناني في الوسواس بالصورة التي ذكرتها يجعلني أنصح بتناول جرعة صغيرة من أحد مضادات الذهان في هذه الحالات، وسيكون - كما ذكرت لك - من الطيب والأفضل والأحوط أن تذهبي وتقابلي الطبيب النفسي لتأكيد التشخيص، ومن ثم المزيد من الإرشاد والتوجيه العلاجي.
قطعا المبدأ الذي يقوم على تحقير الوساوس وعدم الخوض في حوارها ومناقشتها، وإغلاق الباب أمامها، والتنفير من الفكرة ووضعها في قالب آخر هي مبادئ علاجية سلوكية للوساوس.
أخطر ما في الوساوس أن يتمادى الإنسان في تفاصيلها ويحاورها ويناقشها، ويحاول إخضاعها للمنطق، وهذا يجعلها تتأصل وتستحوذ وتكون أكثر إلحاحا وقوة.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.