السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا مريض قولون عصبي، وأعاني من أعراض التوتر والقلق، وقد صرف لي الطبيب حبوب الدوجماتيل 50 ملغ مرتين في اليوم، بواقع 100 ملغ في اليوم، واستمررت عليها 5 أشهر، فهل المدة تعتبر طويلة ومضرة؟ علمـا أنني قبل أسبوع أحسست بألم وتحجر في حلمة الثدي، وعند عصر الحلمة يخرج سائل شفاف، والرغبة الجنسية قليلة، لكن الانتصاب سليم وإن كان ضعيفا.
قرأت أن الهرمون يسبب هشاشة العظام على المدى البعيد، علما أن قبل استخدام الحبوب لم أكن أعاني من هذه الأعراض، لذلك توقفت عنها منذ أسبوع، فهل الهرمون يرجع لمستواه الطبيعي أم يزداد؟ صرت أوسوس وأتحسس صدري كثيرا رغم علمي أن ما حدث بسبب الحبوب، وهل الرياضة تخفف الهرمون؟ أرجو الإجابة لأني خائف وقلق.
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ dream حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.
الدوجماتيل بالفعل قد يؤدي إلى ارتفاع في هرمون الحليب، وهذا غالبا يظهر بعد جرعة الـ 100 مليجرام، لكن بعض الناس لديهم حساسية تكوينية بمعنى أنهم أكثر قابلية لأن يرتفع لديهم هرمون الحليب حتى على الجرعات الصغيرة، عند الرجال ارتفاع هرمون الحليب قد يؤدي إلى ضعف بسيط في الرغبة الجنسية ويؤدي إلى تضخم في الثدي أو ما نسميه بالتثدي، وهذه الأعراض هي أعراض عارضة بمعنى أنها لا تستمر، وبعد أن يتم التوقف من الدواء سوف تختفي الأعراض تدريجيا، تستغرق أربعة إلى ستة أسابيع بعد التوقف من الدواء ليرجع الهرمون إلى وضعه الطبيعي، فهذا هو الموقف -أيها الفاضل الكريم-.
موضوع هشاشة العظام ليس صحيحا، ذكر أن ارتفاع هرمون الحليب قد يؤدي إلى هشاشة العظام إذا كان ذلك مزمنا لكن تم نفي ذلك، عموما أنت لا تحتاج إلى أن تستعمله لمدة طويلة، ولا تحتاج أن تستعمله بجرعة كبيرة فلا تنزعج، إذا كان هذا الموضوع شغلك لدرجة كبيرة فيمكن أن تتوقف عن الدوجماتيل وتستبدله بعقار آخر لا يرفع هرمون الحليب، دواء مثل التوفرانيل والذي يسمى ببرامين هو أحد مضادات الاكتئاب والقلق ثلاثية الحلقات، دواء قديم نسبيا لكنه جيد جدا لعلاج القولون العصبي، تناوله بجرعة 25 مليجراما يوميا، سيكون كافيا، بديل ممتاز جدا للدوجماتيل، استعمله لمدة 3 إلى 4 أشهر ثم تتوقف عنه، وتوجد أدوية كثيرة جدا، فالبدائل -الحمد لله- موجودة، والدواء الدوجماتيل نفسه ليس بالسوء الذي يتخيله بعض الناس.
الرياضة لا تؤدي إلى نزول مستوى الهرمون، الهرمون ينزل حين يتوقف الإنسان من الدواء، أو حين يستعمل بعض الأدوية الخافضة لهرمون الحليب مثل العقار الذي يسمى كابريجولين، هذا هو الذي أود أن أذكره لك، وأتمنى أن أكون قد أحسنت الإجابة لسؤالك، وأريدك أن تركز كثيرا على الأساليب العلاجية غير الدوائية، الرياضة، التفكير الإيجابي، عدم الاحتقان من خلال التركيز على الفكر السلبي ، حسن إدارة الوقت، الصلوات في وقتها، صلة الرحم، التواصل الاجتماعي، الترفيه عن النفس، وأن تبحث عن عمل هذا أمر مهم جدا -أخي الكريم-، العمل يمثل قيمة حقيقية لصحة الإنسان النفسية والجسدية ويحسن من ثقة الإنسان في نفسه، وذلك بجانب فوائده الأخرى، العمل يشغلك قطعا من الوسوسة حول الصحة واضطرابات القولون وخلافه.
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.