ابني ترك المدرسة في الصف الثاني الثانوي.. ماذا أفعل؟

0 570

السؤال

لي ولد في الـ19 من العمر، ترك المدرسة في الصف الثاني الثانوي، وحاولت بشتى الطرق والوسائل حثه على تكملة دراسته، لكنني لم أفلح لكونه قد تعرف على مجموعة من الشباب المنحرفين، وأحاول معه بالإقناع والترغيب والترهيب تارة، ولم أفلح، أخاف عليه أن ينزلق في أعمال تغضب الله عز وجل، فما العمل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مصطفى حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

نسأل الله أن يصلح لنا ولكم النية والذرية، وأن يعيننا جميعا على ذكره وشكره وحسن عبادته، وأن يلهمنا رشدنا ويعيذنا من شرور أنفسنا...وبعد،،،

فإن (القلوب بين إصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف شاء)، فاحرص على اللجوء إلى من يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء، وأرجو أن تشارك والدته في التوجه إلى الله والتضرع له سبحانه، كما أرجو أن تحرصوا على الإكثار من الدعاء له بالهداية، وتجنبوا الدعاء عليه فإنه يفسده ويضره.

ولا يخفى عليكم أن هذا الفتى يمر بمرحلة عمرية خطيرة، فأرجو أن تكونوا إلى جواره، وأن تحترموه وتستمعوا له، وتحرصوا على أن تحاوروه لتعرفوا ما في نفسه، ومما يعينكم على إعادة الأمور إلى صوابها ما يلي:

1- الحرص على إصلاح النية وإصلاح العمل، فإن الإنسان يعطى بقدر نيته، وما صلحت البيوت بمثل طاعتنا لصاحب العظمة والجبروت، والإنسان يرى أثر طاعته لله في بيته وأولاده، وكذلك يرى ثمار وآثار المعاصي كما قال سفيان: (والله إني لأعصي الله فأجد ذلك في خلق دابتي وفي خلق امرأتي) وهذا من تواضعهم، فما كان عصيانهم مثل ذنوبنا وفظائعنا، ولكنهم كانوا يتهمون أنفسهم، ومن هنا كان نجاحهم ونجاتهم.

2- لابد من الاتفاق مع والدته على منهج موحد في التربية والتوجيه، فإن الأبناء يتضررون من الاختلاف في هذا الميدان، ويستفيدون من التناقضات، وربما وجد بعضهم أما تغطي أخطاءه وتخفي عيوبه وتقف إلى جواره، وهنا تكمن الخطورة.

3- تغيير أسلوب التعامل معه، واحترام وجهة نظره، ومحاورته بهدوء، وحبذا لو ذهبت معه إلى مكان بعيد ووضعت يدك في يده، وشبكت أصابعه في أنامله حتى يشعر بدفء العاطفة ويلمس روح الحنان، وعندها سوف يخرج لك ما في قلبه، ويفتح معك أبواب الحوار، وعندها سوف تغيب العاطفة ليكون العقل هو المقياس والحكم.

4- اختيار الأوقات المناسبة لنصحه وتوجيهه، فليس من الصواب أن ننصحه أمام زملائه أو نكثر من نقده وتنقيصه أمامهم؛ لأن في ذلك خدشا لقدرته على الاختيار وزعزعة لثقته في نفسه، وهذا مما يدفعه للعناد.

5- البحث عن صفاته الجميلة والثناء عليها، والإشارة بلطف إلى جوانب النقص والخلل، والاجتهاد في تلافيها على طريقة رسولنا صلى الله عليه وسلم مع ابن عمر رضي الله عنه: (نعم الرجل عبد الله لو كان يصلي من الليل) ومع خريم الأسدي: (نعم الرجل أنت يا خريم لولا إرخاء ثوبك) والشباب بحاجة إلى سماع مثل هذا الثناء اللطيف والأسلوب الممتع الذي يدفعه إلى طلب الكمال وتدارك الخلل والنقصان.

6- إشعاره بحاجة البيت إلى وجوده، ووضع بعض المسئوليات تحت يده.

7- الاجتهاد في إصلاح أصدقائه، والوصول إلى بيوتهم بأسلوب لطيف، واستضافتهم في المنزل حتى تكون الصداقة تحت أعيننا.

8- الحرص على ربطه بأصدقاء فضلاء، مع ضرورة إيجاد البدائل المناسبة لبرامجهم القديمة.

9- مصاحبته في رحلة عمرة، مع الحرص على التوجه إلى الله في تلك البقاع الطاهرة.

10- معرفة الأسباب الحقيقية لتركه للدراسة، فربما كانت هنالك صعوبة في بعض المواد أو سوء معاملة من بعض المدرسين.

11- في حالة الفشل في رده إلى المدرسة من الضروري شغله بعمل مفيد، ويفضل أن يكون شاقا، فلعله يعود إلى دراسته وصوابه.

12- معرفة التدرج الصحيح في وسائل العلاج، بحيث تكون البداية بالأسهل، ثم تتدرج معه، فلا يصلح أن نبدأ بالضرب والشتم ثم نأتي للترغيب والإقناع.

والله ولي الهداية والتوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات