هل تسقط المسؤولية عند مريض اضطراب الشخصية الحدية؟

0 23

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أعاني من اضطراب الشخصية الحدية، والذي من صفاته اضطراب الهوية التفارقي، أحيانا أقوم بسلوكيات منحرفة، كالعادة السرية، وملامسة الشباب، وغيرها من الأمور، وأحيانا أصلي ولا أتحدث مع الشباب، وارتدي الحجاب، فأنا في حيرة وخوف من أن يحاسبني الله.

وأيضا أعاني من الاكتئاب الشديد، فهل أنا محاسبة على أفعالي الناتجة من الاضطراب؟ علما بأنني مدركة لما أفعله ولست مجنونة، ولكن هذه أعراض اندفاعية ناتجة عن مرضي النفسي واضطراب شخصيتي الحدية.

شكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نهي حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك التوفيق والسداد.

أي حالة في الطب النفسي حين نتكلم عن المسؤولية الجنائية والمسؤولية الدينية يجب أن تقيم بذاتها هذا من ناحية، من ناحية أخرى المسؤولية والأهلية ترتبط بنوعية الفعل أو السلوك أو الجرم أو الذنب، الأمر الثالث حين نتكلم عن الإدراك والأهلية والارتباط بالواقع الإنسان الذي لا يدري لا يدري أنه لا يدري، بمعنى أن لا أحد غير مدرك الحقيقة لأمره، أو فعلا لا يسأل إن كان هو مدرك أو غير مدرك، أو هو مسؤول أو غير مسؤول؟ وهذا قطعا يجعلني أقول لك أنك مسؤولة عن أفعالك.

واضطراب الشخصية الحادية بصفة عامة لا يسقط المسؤولية الأهلية، ولا يسقط المسؤولية على الأفعال، وهذا يعني أنك لست من أصحاب الأعذار فيما يتعلق باقتراف الذنوب، والحساب والعقاب هو أمر بيد الله تعالى ورحمة الله واسعة، لكن من حيث المسؤولية أنت مسؤولة عن اقتراف الحرام، وهذا يجب أن يكون لك موجها لك حتى لا تجدين لنفسك عذرا في اقتراف الذنوب.

ارتقي بذاتك وطهري نفسك، ومهما كانت الاندفاعات الاندفاع أيضا يكون تحت إرادة الإنسان حتى ولو كانت جزئية، وأنا أنصحك أن تدخلي في برامج علاجية منتظمة، وأبشرك الآن حتى اضطراب الشخصية الحادية يمكن أن يحدث تحسن ونضوج نفسي متدرج خاصة للذين يكونون تحت العلاجات النفسية المعرفية، واضطراب المزاج والمعاناة من الاكتئاب كل هذا يعالج، فواصلي مع طبيبك المختص.

وأسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات