ما هي الخطة المناسبة لتناول دواء تريبتيزول؟

0 38

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

استشارتي للدكتور: محمد عبد العليم، أتناول تريبتيزول بجرعة 75 ملغ 3 مرات في اليوم، أتناوله لأنني أعاني من خوف وكآبة وحزن، وأريد نصحك كم مرة أتناوله، وطريقة تدريجه وتركه، وهل هو دواء أم مهدأ فقط؟ أريد خطة علاجية حتى لا أنتكس.

وشكرا لك كل الاحترام.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نورا حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

نسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

التربتزول -والذي يسمى علميا إيمتربتالين- هو من الأدوية المعروفة، بل هو أول مضادا للاكتئاب فاعل يتم استعماله مع (تفرانيل) والذي يسمى علميا (إمبرامين)، وقد ظهر هذا الدواء -أي التربتزول- في أواخر ستينيات القرن الماضي، وهو دواء فعال، ودواء ممتاز جدا في علاج الاكتئاب، لكن يعاب عليه آثاره الجانبية، فمثلا هو يؤدي إلى جفاف شديد في الفم في بعض الأحيان، قد يؤدي إلى شعور بالإمساك، وبالنسبة للرجال قد يؤدي إلى حبس في البول، كما أنه قد يرفع ضغط العين بالنسبة للرجال والنساء.

الجرعة التي تتناولينها جرعة عالية نسبيا، لا أقول أنها غير طبية، هي جرعة طبية، حيث إن الجرعة القصوى هي مائتين وخمسين مليجراما في اليوم، والملاحظة المهمة أن هذا الدواء لا تحتاجين لتناوله ثلاث مرات في اليوم، فهو يظل في الدم لفترة طويلة نسبيا، بمعنى أن عمره النصفي طويل، والجرعة الليلية تكفي تماما، لكن الجرعة الليلية أيضا يجب ألا تتعدى مائة وخمسين مليجراما، فإن كان لابد من الاستمرار عليه: تناولي خمسة وعشرين مليجراما صباحا، وخمسة وعشرين مليجراما ظهرا، ومائة وخمسين مليجراما ليلا، وهذا يكفي تماما.

لا أعتقد أنك تحتاجين لتناول خمسة وسبعين مليجراما في الصباح، وخمسة وسبعين مليجراما في الظهر، لأن قطعا قد يؤدي إلى شيء من الهمدان والشعور بالتكاسل والثقل في الجسد والخمول، وفي ذات الوقت لا توجد قيمة علاجية حقيقية في تناوله بهذه الكيفية.

الدواء هو ليس مهدئا فقط، هو يعالج الاكتئاب، يحسن من مستوى الموصلات العصبية المركزية التي يعتقد أن اضطرابها هو الذي يؤدي إلى الاكتئاب، فهو دواء مفيد، وما دمت قد تحملت آثاره الجانبية فليس هنالك أي إشكال، يفضل أن تجري فحوصات دورية كل ستة أشهر مثلا، تأكدي من مستوى قوة الدم لديك (الهيموجلوبين)، ومستوى السكر، ووظائف الكبد، ووظائف الكلى، ووظائف الغدة الدرقية، وأيضا قومي بإجراء تخطيط للقلب على الأقل مرة واحدة في السنة.

وبالنسبة للخطة العلاجية -بجانب العلاج الدوائي-: لابد أن تركزي على الآليات العلاجية الأخرى، ومن ذلك: الحرص على العبادات والصلاة في وقتها، وصلة الرحم، وبر الوالدين، والتواصل الاجتماعي الإيجابي، وممارسة الرياضة على المستوى الاجتماعي أيضا مهمة، أي رياضة تناسب المرأة المسلمة سوف تكون جيدة جدا بالنسبة لك، التفاؤل، تحقير الفكر السلبي واستبداله بفكر إيجابي، حسن إدارة الوقت، وأن تشغلي نفسك بما هو مفيد، ولا تتركي أي مجال للفراغ.

لا بد أن يكون لك مشروع حياة أيضا، الإنسان لا بد أن تكون له آمال وطموحات ومشاريع في حياته، وحفظ القرآن الكريم -أو أجزاء منه- هو مشروع حياة حقيقة، خاصة بالنسبة لشخص ليس له عمل أو ليست لديه التزامات أسرية كثيرة، وحتى إن وجدت الالتزام الأسرية أو العمل أو الاجتماعية فهي لا تتعارض مع حفظ القرآن، فكري في مقترحي هذا، وأسأل الله تعالى أن ينفعك بما ذكرناه لك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات