مصابة باكتئاب وأشعر بخوف شديد سيقتلني!

0 28

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا فتاة بعمر ٢٥عاما، مكتئبة منذ ٦ أعوام، تعرضت لصدمة ثم شخصت منذ زيارتي للأطباء بالاكتئاب الذهاني، لم أستفد من الأدوية أبدا.

أنا أشعر بالخوف الشديد من الحياة ومن أني في أية لحظة سأقتل، أشعر بالخوف من الذين حولي وأنهم سيضرونني في أقرب فرصة.

فعلت أشياء بالماضي نادمة عليها، وأشعر أنها تهددني الآن، حياتي ستنتهي عما قريب ولا أعلم هل سأنهيها أنا بنفسي أم سأترك القدر يأخذ مجراه! أعيش مع أسرة متشددة ولن يغفروا لي هفوات المراهقة التي تبت منها، خوفي سيقتلني وأشعر بأني لو عالجت الخوف الزائد سأشفى تماما.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ريناد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

اعلمي -وفقك الله- أن هذه الحياة دار ابتلاء واختبار، وأن الإنسان معرض فيها للمصائب والآلام، والواجب عليه الصبر والتحمل والأخذ بأسباب دفعها ثم الرضا بما قدره الله عليه، وعدم التسخط على أقدار الله المؤلمة؛ فإن الرضا بالقضاء والقدر يورث الراحة والطمأنينة في النفس ويكسب الإنسان الأجر والثواب، أما السخط عليها فإنه لا يدفعها بل يوقع الإنسان في الإثم وتصاب نفسه بالقلق والاضطراب.

لذا ننصحك -أيتها الأخت المباركة- بالصبر والتحمل لما يصيبك من أقدار الله، والرضا بما قدر الله عليك بعد أخذك بأسباب دفع القدر والبلاء عنك.

ما تعانين منه هو من وساوس الشيطان، ويحتاج إلى قرب من الله تعالى بالطاعة والاستغفار والذكر، وحسن الظن بالله، والبعد عن المعاصي وما يسخط الله.

لذا: ننصحك بإعادة النظر في برنامجك اليومي، ووضع برنامج إيماني لكي تسعي من خلاله إلى تقوية إيمانك وصلتك بالله من خلال قراءة القرآن، والذكر، والاستغفار، والتسبيح، والصلاة، والصدقة ونحوها من الطاعات؛ حتى تهدأ نفسك، وتشعري بالراحة والطمأنينة، قال تعالى: ﴿الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب﴾.

كما ننصحك بالبحث عن رفقة صالحة من الأخوات والعيش معهن، وعدم الانزواء والانطواء على النفس؛ فإن ذلك يزيدها وسوسة وخوفا.

كما ننصحك بقطع التفكير السلبي، وعدم الاسترسال معه، والاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم عند ورود الوسواس عليك.

نحذرك من التفكير في إيذاء نفسك أو الاعتداء عليها؛ فإن قتل الإنسان لنفسه من الكبائر، وصاحبها متوعد بالنار -والعياذ بالله-.

ثقي أن الله غفور رحيم، يقبل توبة التائبين، ويغفر ذنوبهم، فتوبي إلى الله بصدق، ولا تيأسي من رحمة الله، فهو غفور رحيم.

حاولي أن تغيري نظرتك إلى نفسك وإلى أهلك، وأتوقع أنهم أفضل مما تظنين ولكن الوسواس هو الذي يقنعك بشدتهم وقسوتهم عليك! فاقتربي منهم وحاولي الاختلاط بهم وإشعارهم بما تعانين منه من مرض، وستجدين منهم كل التعاون والمساعدة.

مشكلتك هي في الخوف الزائد كما تقولين، ولو ساعدت نفسك على علاجه بما سبق ذكره بالإضافة إلى مراجعة الطبيب المختص والانتظام بالدواء فإنك -بإذن الله- ستشفين.

وفقك الله، وأصلح حالك، ويسر أمرك، ويسر لك الشفاء عاجلا غير آجل.

++++++++
انتهت إجابة الدكتور حسن شبالة (مستشار العلاقات الأسرية والتربوية)، وتليه إجابة الدكتور عبد العزيز أحمد عمر (استشاري الطب النفسي وطب الإدمان).
++++++++

لا أدري ما هي الأدوية التي أخذتها لعلاج الاكتئاب، وأيضا لا أدري ما هي الظروف والأشياء التي فعلتها في الماضي. على أي حال: طالما أنك لم تستفيدي من الأدوية، وطالما أن المشكلة تكمن في أشياء فعلتها في الماضي وأنت نادمة عليها فأحسن علاج لك -أختي الكريمة- هو العلاج النفسي.

تحتاجين للتواصل مع معالج نفسي لعمل جلسات نفسية منتظمة أسبوعية على الأقل لتخرجي ما في داخلك من هواء ساخن، ومن أشياء فعلتها وهي الآن تعكر عليك حياتك، بمجرد التحدث مع معالج نفسي محايد؛ هذا سيجعلك تشعرين بالتحسن -أختي الكريمة- وتصلين إلى توافق ذاتي وتوافق مع نفسك -بإذن الله- من خلال هذا العلاج النفسي.

فعلا الأفضل في هذا النوع من الاكتئاب الذي يكون بسبب أشياء محددة حصلت هو العلاج النفسي وليس العلاج الدوائي، والعلاج الدوائي يستفيد منه الشخص في أشياء محددة، مثل عدم النوم، وضعف الشهية -وهكذا-، ولكن للأشياء التي تدور في داخلك وتشعرين بها وتؤثر عليك وتعمل ضغطا على نفسيتك وتجعلك تفكرين في الموت؛ فإن أفضل شيء لها هو العلاج النفسي المتواصل مع معالج نفسي متمكن.

وفقك الله وسدد خطاك.

مواد ذات صلة

الاستشارات