السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أرجو منكم ردا رحيما ولطيفا. أنا في تشتت أفكار، فأنا أعيش في بيت مع أهلي، ولا مرة كنت أشعر بالإذلال، ولا مرة طلب مني أبي أن أفعل شيئا لأجله، بل كان يخدم نفسه أغلب الأحيان.
أمي تطبخ طبعا وتدير أمور المنزل، لكن أبي يخدم نفسه أغلب الأحيان، ولا يوجد لدي إخوة ذكور غير صبي صغير، ونعلمه أيضا أن يخدم نفسه بنفسه إلا أفي الأمور التي تصعب عليه كصبي.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ إسراء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
بارك الله فيك -أختي العزيزة-، وأهلا وسهلا ومرحبا بك في الموقع، ونسأل الله تعالى أن يزيدك من فضله وعونه وتوفيقه ويسعدك وأهل بيتك في الدارين.
الأصل وجوب بر والديك، وذلك بطاعتهما وخدمتهما وتخفيف ضغوط الحياة عنهما بالتعاون معهما وتسليتهما وإدخال السرور عليهما بكل الصور الممكنة.
من الصحي المفيد أن يخدم والدك -عافاه الله- نفسه، لما في ذلك من النشاط والرياضة، وإشغال النفس عن الهموم، إلا أن أن هذا لا يعفيك من عرض مساعدتك عليه بصدق ومحبة، بل وتقديم المساعدة له فيما قد يشق عليه أو يحتاجه، كما إن في ذلك نوعا من التودد والبر، وأن تحظى بجميل دعائه المستجاب، ومثل ذلك تفعلين مع والدتك بما لا يشغلك عن واجباتك أيضا.
الأصل استواء الرجال والنساء في الأحكام الشرعية وفي الحقوق والواجبات إلا في النادر القليل مما خصه الدليل، كالقوامة، والشهادة، والميراث، لاختلاف الحاصل في فارق القوة البدنية.
لا يترجح الرجال على النساء في جانبي الحفظ والذكاء، ولكن يترجحون غالبا في العقل، بمعنى مراعاتهم لمآلات وعواقب الأمور، فلا يستعجلون غالبا، بخلاف غالب النساء لغلبة العاطفة لديهن.
ولذا يقال إن جنس الرجال أفضل من حيث العموم لا الخصوص والأفراد. فكثيرات هن النساء اللاتي يفضلن الكثير من الرجال في الواقع.
أوصيك بالمزيد من التقرب لله تعالى بالذكر والدعاء والطاعات، وللوالدين بالبر والخدمة والاجتهاد في دراستك، وحسن اختيار الصالح من الزوج والصديقات.
وفقك الله لكل بر وطاعة وخير، ودفع عنك وعن والديك كل شر ومكروه وضير، والله الموفق والمستعان.