لا أحتمل التعامل مع الآخرين وردود أفعالهم، فما نصائحكم؟

0 20

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أشعر بأنني أحتاج إلى علاج لتقوية قدرتي على تحمل المشاكل، وتحمل سلوك وتعامل الناس معي والصبر عليهم.

حاجة أخرى أريدها، وهي دواء لعلاج نقص الانتباه وزيادة الذكاء لدي، لأنني أشعر بأن عقلي يتعب من أقل مجهود.

مشكلة أخيرة أعاني منها وهي أنني حساس كثيرا، كلام الناس وتعاملهم وسلوكهم تجاهي يؤثر بي، فأنا أتضايق من أقل كلمة تزعجني، ومن طريقة تعامل الآخرين معي.

أرجو منكم وصف علاج دوائي وغير دوائي لتتحسن نفسيتي.

شكرا.


الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أخي: أنت لست مريضا ليكون الخط العلاجي لك هو الدواء، أنت لديك قلق، ولديك بعض التوترات البسيطة، وفي ذات الوقت الذي يظهر لي أنك لا تقدر ذاتك التقدير الصحيح، ولا تدير وقتك بالصورة الصحيحة، وأن أهدافك في الحياة ليست واضحة وجلية، فالمشاكل موجودة في الحياة، لكن الإنسان يكون كيسا فطنا ويتعامل مع الموقف حسب ما هو مطلوب، ودائما الصبر في مواجهة الآخرين وأن تتعامل معهم من خلال ما لا ترضاه لنفسك لا ترضاه لهم أبدا.

وأن تتعلم ما نسميه بالذكاء الوجداني، أو الذكاء العاطفي، هذا علم ممتاز جدا من خلاله يتعلم الإنسان كيف يتعامل مع نفسه إيجابيا وكيف يفهم نفسه وكيف يفهم الآخرين وكيف يتعامل معهم إيجابيا.

توجد كتب كثيرة جدا للذكاء الوجداني في المكتبات، فأرجو أن تحصل على أحد هذه الكتيبات وتطلع عليه وتحاول أن تستفيد منه، و- يا أخي الكريم - الإنسان لا بد أن يخالق الناس بخلق حسن هذا أمر ضروري، وفيه الأجر وفيه الثواب وفيه راحة النفس، ولا تحتقن، لا تكتم، عبر عن نفسك أولا بأول.

وأنا أنصحك نصيحة مهمة جدا وهي أن لا تتخلف عن الواجبات الاجتماعية، لب الدعوات، الأعراس، امش في الجنائز، قدم واجبات العزاء، قم بزيارة المرضى، صل أرحامك هذه أشياء تدفع الطاقة النفسية وتجعلها إيجابية.

وبالنسبة للانتباه والتركيز والذكاء هذا - يا أخي - لا يعالج بالدواء، يعالج من خلال ما ذكرته لك، ومن خلال أن تمارس الرياضة، وأن تنام ليلا النوم المبكر، وأن تتجنب النوم النهاري، ومن المعروف والمتفق عليه تماما أن قراءة القرآن بترتيل وتجويد وتدبر وتأمل تحسن من مستوى الذكاء، تحسن من مستوى الانتباه، فإن كنت لست مجودا للقرآن اذهب إلى أحد المشايخ أو الأصدقاء أو إمام مسجدك أو احضر حلقة من حلق القرآن سوف تجد نفسك أنك بالفعل أصبحت تقرأ القرآن بصورة صحيحة بصورة تزيد من رغبتك في كتاب الله، وتجعلك أكثر تفهما له وسوف يزيد تركيزك (واذكر ربك إذا نسيت).

الجلسات الطيبة مع الأصدقاء الأفاضل الصالحين من الناس هذه تعطينا راحة نفسية، وتعطينا أيضا قدرة على حسن التواصل، بر الوالدين أمر ضروري جدا ومهم جدا، ولا بد - أخي الكريم - أن تسعى له دائما.

أنا أعرف أنك تعرف هذا الواجب، ولكن وددت أن أذكره لك للتأكيد، طموحاتك المستقبلية حدد هدفا - يا أخي - إن أردت أن تتطور في مهنتك اسعى لذلك ولا بد أن تتطور، اجعل لك مشروع حياة مثلا أن تحفظ بعض أجزاء القرآن الكريم أو كله، أن يوجد لك مشروع حياة يشد انتباهك لما هو إيجابي ويجعلك - إن شاء الله - من الناجحين والموفقين والمثابرين.

لا أراك محتاج لأي نوع من العلاج الدوائي، الذي ذكرته لك هو الإرشاد السليم والصحيح وأرجو اتباعه.

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات