أعاني من حب الشباب وتأثيراتها النفسية والاجتماعية.. ساعدوني

0 333

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أما بعد: فأرجو أن تفيدوني أفادكم الله.
أنا شاب أعاني من حب الشباب منذ كان عمري12 سنة، والآن عمري 19 سنة، نوع الحبوب: حبوب متوسطة وصغيرة في منطقة الجبين وأطراف الجبين من ناحية أعلى الخد من الجانبين، إضافة إلى الذقن ومنطقة أعلى الصدر وأعلى الظهر.

التأثيرات المصاحبة:
بصراحة أنا أعبث بها؛ لأني أكره شكلها جدا ولأننا للأسف نعيش في زمن الأقنعة حيث يحكم على الإنسان من شكله.

التأثيرات:
1- بقع وندبات مكان العبث شديدة في بعض الأحيان، وهناك بقعة لها أكثر من 3 سنوات، وتخف بشكل أبطأ من سلحفاة.

2- احمرار عام في الوجه وخصوصا مكان الحب والذي يذهب ويجيء، مع العلم أني أستخدم كريمات مرطبة.

3- انعزال اجتماعي بنسبة 70% إن صح التعبير، وحب البقاء في المنزل معظم الوقت وعشق الإنترنت والذي أجد فيه نفسي حيث يتعامل الناس مع عقلي وليس مع شكلي.

4- إني أفهم كثيرا، وهذه صارت مشكلة حيث إنني أقرأ في عيون الناس من حولي فأعرف الإنسان الذي يحتقرني لشكلي، والذي يمنحني نظرة عطف والقليل المتفهم الذي أحترمه والذي ينظر إلى عقلي، وهم للأسف أقلاء في هذا الزمان.

أرجو ممن يقرأ رسالتي أن يعطي رأيه بالمساعدة أو النصيحة.

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ إنسان حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

جوابنا لك يتضمن النقاط التالية:

أولا: هناك علاج للحالة التي تعاني منها ويعطي نتائج ممتازة.

ثانيا: قوة الشخصية والمواجهة والواقعية أولى من الانسحاب.

ثالثا: الإيمان يفعل الأعاجيب.

أولا: هناك علاج للحالة التي تعاني منها:

إن حب الشباب مهما قل أو زاد له علاج، ويجب أن يتناسب العلاج مع مرحلة حب الشباب، ولابد من البدء بالغسل بالماء والصابون المنتظم، واستعمال المطهرات الموضعية، وكذلك مركبات التتراسيكلين لمدة كافية، وبعد ذلك إن لم يتم المطلوب عندها يستطب الروأكيوتين، وأظن أنه العلاج الذي سيعطيك النتيجة المطلوبة، ولكنه غالي اليمن، ويحتاج إلى إشراف طبي لتناوله، وتوجد بعض التفصيلات في الاستشارات رقم: (18402 و237877 و236317 ) يرجى مراجعتها وقراءتها بعناية.

من الضروري عدم اللعب بالحبوب؛ لأن ذلك يؤدي إلى تبدلات ندبية قد يكون علاجها أصعب من حب الشباب نفسه، فالوقاية خير من العلاج.

ذكرنا حب الشباب وعلاجه مرات عديدة، فأرجو مراجعة الاستشارات المتعلقة بذلك ومراجعتها وقراءتها بعناية، وأختار لك إجابة رقم ( 18389) والتي تتكلم عن الكلف وختامها عن الواقعية.

ثانيا: قوة الشخصية والمواجهة والواقعية أولى من الانسحاب:

هناك مبدأ في علم النفس هو: كن نفسك ولا تتصنع، فالأصلع يستصعب الظهور بصلعه إلى أن يعلم الناس أنه أصلع وبعدها يرتاح، والقصير يشكو من قصره عند دخوله بيئة جديدة، ولكن بعد فترة يعتاد الناس عليه ويعتاد عليهم فلا يكرر الشكوى من القصر، وكذلك من يخجل من لبس النظارة وغير ذلك.

ما الفائدة من الجلوس على الإنترنت البعيد وترك الواقع القريب؟ فابدأ بالعيش مع أهلك وبيئتك، وخذ منهم وأعطهم، وكن عنصرا فاعلا، وتخيل لو أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان عنده حب شباب شديد هل كان سيترك الدعوة إلى الله ويتجنب الناس، أم أنه سيصدع بما يؤمر، ولن يأبه بهذا الشكل العارض الذي لا يزيد ولا ينقص من قدر الناس ؟ وهو -أي الرسول صلى الله عليه وسلم- القائل: (إن الله لا ينظر إلى صوركم ولا إلى أشكالكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأفعالكم) ولو أنه صلى الله عليه وسلم تجنب الناس ولم يقم بواجب الدعوة فما النتيجة؟ ومن كنا نحن بدونه.

ليس من الضروري تحليل شخصية من ينظر إليك بأنه يعطف عليك أو ...أو ..، فقد يكون ما فهمته خطأ.

من خلال تجربتي في الأمراض الجلدية، أجد أنه نادرا ما احتقر الناس من يشكو من حب الشباب؛ لأنه حب الشباب ويدل على أنك من الشباب، ويدل على أنه يصيب هذه المرحلة السنية، ولكن بشكل متفاوت.

ثالثا: الإيمان يفعل الأعاجيب:

أنصحك بقراءة كتاب (جدد حياتك) للشيخ الغزالي رحمه الله.

وأرجو أن تعلم أن الرضا بالقدر يحول المعاق إلى فاعل، كما وأن عدم الرضا قد يحول أصحاب الكفاءات إلى معاقين.

قال صلى الله عليه وسلم: (المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير من المؤمن الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم) فلم العزلة، والخير هو في التبليغ والعمل وإيصال رسالتك إلى من تعرف، خاصة وأنك في بلد الغربة؟

هناك من العلماء من فقد بصره، ومع ذلك كانت بصماته وخطبه مؤثرة على مستوى العالم الإسلامي، مثل الشيخ عبد الحميد كشك رحمه الله وغيره الكثير .

ختاما: عالج نفسك بالوقاية والدواء، وعد إلى الواقع، وأثبت نفسك من خلال العمل والإنتاج، ولا تعجز، واشكر الله أنك لا تعاني من الأمراض المؤلمة ولا القلب ولا الصدفية ولا البهاق، ولا أمراض المفاصل، ولا الصرع، ولا فقدان الذاكرة، ولا فقدان القدرة العقلية، ولا فقدان القدرة على التحكم في البول والغائط (أي انظر إلى ما بقي ولا تنظر إلى ما فقدت) ونحن نرحب بكل سؤال أو استفسار أو تعليق .

وفقك الله لما يحبه ويرضاه.

مواد ذات صلة

الاستشارات