السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الفاضل الدكتور محمد عبد العليم، أنا شاب لدي أعراض نفسوجسدية ورهاب اجتماعي، تناولت زولفت 50 ملغم لمدة 6 أشهر، وقد نفعني جدا -والحمد لله- ولكن بعدما تركته بفترة عادت لي أعراض المرض مرة أخرى (وتتمثل بي خجل من الناس وتشتت وعدم طمانينة ونرفزة وتسرع وعدم تحمل الألم النفسي والجسدي)، والآن رجعت للزولفت مرة أخرى.
العرض الأكثر إزعاجا لدي الذي أعاني منه هو الشعور بالتشتت وعدم التركيز وعدم الطمأنينة، ما هي المدة المقترحة لأخذ الزولفت لكي لا تعود الأعراض؟
شكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو عبد الرحمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فأسأل الله لك العافية والشفاء، مثل هذه الهفوات أو الانتكاسات بسيطة قد تحدث للإنسان، ونحن دائما نقول من المهم جدا أن يدعم الإنسان نفسه من خلال العلاجات السلوكية والاجتماعية والإسلامية؛ لأن هذه إلى حد كبير تمنع حدوث الهفوات والانتكاسات، الاعتماد على الدواء وحده لا أراه أمرا جيدا وإن كانت هذه الأدوية قد أفادت كثيرا وغيرت حياة الناس، لكن قطعا حين يتوقف منها الإنسان ربما تحدث انتكاسات.
عموما نحن نعتبر حالتك هذه -إن شاء الله- هفوة بسيطة، وأريدك أن تجتهد سلوكيا وإسلاميا واجتماعيا؛ لأن هذا قطعا سفيدك، حقر فكرة الخوف وكن صارما مع نفسك بهذا السياق، وعليك بالتواصل الاجتماعي والقيام بالواجبات الاجتماعية الصلاة مع الجماعة، ممارسة الرياضة مهمة جدا، موضوع عدم التركيز وعدم الطمأنينة هذا ناتج من القلق والتوتر، ألا بذكر الله تطمئن القلوب، وأكثر من الذكر، وأعظم أنواع الذكر هو القرآن الكريم، والذي يجب أن يقرأه الإنسان بتجويد وتدبر وفهم، تجد فيه -إن شاء الله تعالى- خيرا كثيرا، أذكار الصباح والمساء باعثه للطمأنينة وكذلك أذكار الاستيقاظ وأذكار النوم فاحرص عليها، مارس الرياضة تحسن التركيز، اعتمد على النوم الليلي المبكر وتجنب النوم النهاري، مارس التمارين الاسترخائية هذه كلها تحسن من تركيزك.
أما بالنسبة للزوالفت فعليك الآن أن تستمر عليه واجعل الجرعة 100 مليجرام، أنت تناولته فيما سبق بجرعة 50 مليجراما، الآن أريدك أن تأخذ 50 مليجراما لمدة شهر ثم تجعلها 100 مليجرام يوميا لمدة شهرين، ثم تخفضها إلى 50 مليجراما يوميا لمدة أربعة أشهر، ثم اجعلها 25 مليجراما يوميا لمدة شهر ثم 25 مليجراما يوم بعد يوم لمدة شهرا آخر ثم توقف عن تناوله، هذه الطريقة أفضل، وكما تلاحظ أننا قد ركزنا الجرعة وزدناها قليلا ليتم الدعم والاطماء الكيمائي الكامل على مستوى الموصلات العصبية الدماغية، وقطعا هذه الجرعة تعتبر جرعة بسيطة؛ لأن الجرعة الكلية هي 200 مليجراما في اليوم، لكن لست أنت في حاجة لها.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا على ثقتك في الشبكة الإسلامية وفي شخصي الضعيف.