أرجو مساعدتي لاستعادة شخصيتي القديمة.

0 34

السؤال

السلام عليكم.

أنا طالبة أدرس الماجستير في اللغة الإنجليزية والترجمة، تخرجت من مرحلة البكالوريوس بامتياز مع مرتبة الشرف الأولى، كنت متميزة ومرحة واجتماعية واثقة من نفسي، وأشارك في أغلب المحافل وأحصل على الجوائز، كنت راضية جدا عن نفسي.

توظفت مباشرة في جهة حكومية كمترجمة، ثم قدمت أوراقي لدراسة الماجستير وأجريت اختبارا ومقابلة ونجحت، ثم بدأت بدراسة الماجستير (وهنا بدأت المشكلة)، كان مستوى الطالبات عاليا جدا، وكن مثقفات وواثقات من أنفسهن، الأمر الذي أصابني بالصدمة من نفسي لا لحسد أو غيره، ولكن لأنني صدمت من نفسي، والآن أعاني من الخجل وأتلعثم في الكلام، حتى باللغة العربية بدأت أتلعثم وأصبحت غير واثقة، حتى عند تقديم العروض أكون خجولة وأشعر كما أن ريقي يجف ولا أنطلق بالكلام، بل أخطئ كثيرا ولا أستطيع التحدث باللغة الإنجليزية بسلاسة كما كنت في السباق.

أشعر بالصدمة من نفسي، مع العلم أن هذا الشعور فقط في مكان الدراسة، والآن غير واثقة ولا أجيد التحدث باللغة الإنجليزية كما كنت في السابق، حاولت استعادة ثقتي والتحدث بطلاقة ولكنني أفشل، أرجو إفادتي ومساعدتي على استعادة شخصيتي القديمة.

وجزاكم الله عني كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ فاطمة حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

مشكلتك بسيطة جدا ويجب أن لا تضخميها، انتقال الإنسان من مرحلة إلى مرحلة أخرى قد يؤدي إلى هزات نفسية وزعزعة في الثقة، كل الذي تحتاجينه هو أن تلتفتي إلى مقدراتك الحقيقية وتقيمي نفسك بصورة صحيحة، فأنت مقتدرة ومقتدرة جدا -بفضل الله تعالى-، ويجب أن لا تقبلي بهذه الهفوات، هذا التلعثم وعدم الانطلاقة واهتزاز الثقة بالنفس هو وضع نفسي لا تتكيفي معه، ولا تقبليه ويجب أن تضعي نفسك في سياق آخر، سياق الثقة، سياق التحقق من ذاتك وإدراكك أن مقدراتك موجودة، ومهاراتك موجودة، وكل هذا الذي يحدث يجب تجاهله واستبداله بفكر مخالف.

فكر الإنسان دائما هو الذي يتحكم في مشاعره في مثل هذه الحالات، والمشاعر تتحكم في الأفعال، فإذا أنت مطالبة بهذا التغيير الفكري، أن لا تقبلي بهذا الوضع، أن تعطي نفسك حقها من حيث المقدرات، وذلك من خلال التقييم الصحيح والكافي لشخصيتك ولمقدراتك.

الأمر الآخر هو كل مصادر الخوف وكل مصادر الهفوات السلبية في حياتنا، وضعف الأداء يجب أن نواجهها ولا نهرب منها، نواجهها بالمزيد من الأداء، بالمزيد من الإصرار، مع تحقير الوضع السلبي الذي يكون فيه الإنسان، فلا تلتفتي أبدا لما سميتيه بالتلعثم وعدم المقدرة على التحدث باللغة الإنجليزية، أنت تتحدثين، أنت مقتدرة، وكذلك بالنسبة إلى اللغة العربية، واجهي، أكثري من التعريض كما نسميه، أي أن يعرض الإنسان نفسه لمصدر خوفه أو مصدر تعثره، وأريدك أن تقومي بإجراء نوع من التعريض في الخيال مع التطبيق، التعريض في الخيال هو أن تكوني وحدك في الغرفة وتتخيلي وتتصوري أنك ستقدمين عرضا هاما أمام عدد ضخم جدا من الناس، فيه من أصحاب المقدرات والعلم الكثير، وبالفعل قومي بتقديم شيء، موضوع ما، ترجمي مثلا موضوعا من اللغة العربية إلى اللغة الإنجليزية أو بالعكس ويكون هذا بصوت مرتفع، ويا حبذا لو قمت بتسجيل أدائك ثم الاستماع إليه، وفي أثناء هذا الأداء يجب أن تراعي نبرات صوتك، ويجب أن تراعي لغتك الجسدية، كحركة اليدين مثلا وتعبير الوجه، هذه هي الأسس والأطر الثلاثة المهمة جدا في التخاطب.

إذا العملية كلها تقوم على مبدأ التعريض والتعريض المستمر مع تحقير الفكرة السلبية، وأريدك أيضا أن تطبقي تمارين استرخائية هذا النوع من القلق السلبي يتم امتصاصه من خلال تطبيق التمارين الاسترخائية، إسلام ويب أعدت استشارة رقمها: (2136015) يمكنك الرجوع إليها والاستفادة مما ورد فيها.

انطلقي في الحياة بقوة، بإصرار، توكلي على الله، أسأل الله تعالى أن يوفقك وهكذا، الأمر في غاية البساطة لا أعتقد أنك في حاجة لعلاج دوائي وإن كانت الأدوية المضادة للمخاوف مثل الزوالفت أو الزيروكسات بجرعة صغيرة قد تفيد في مثل هذه الحالات، لا أراك أنك في حاجة إليها.

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات