السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا طالبة عمري 18 سنة، في السنة الأولى من كلية الطب، منذ بداية الدراسة وأنا أشعر بالضيق عند المذاكرة، وعندما أشاهد مقاطع لشرح الدروس أنام، رغم أنني للتو أكون قد صحوت من النوم وشربت القهوة!
حتى الآن لم أذاكر غير ثلاث صفحات، بخلاف زملائي الذين ذاكروا كتابين، ولدي امتحان هذا الأسبوع، ولا أنوي المذاكرة أبدا رغم أنني كنت مجتهدة، ومعدلي عال، وكنت الفتاة التي يضرب بها المثل في الأخلاق والعلم وكل شيء، والآن أصبحت لا شيء!
تراجع مستوى التركيز والفهم والحفظ عندي، ولا أشعر بحب أهلي والمقربين مني، رغم أنهم يحلفون لي أنهم يحبونني ويتمنون لي الخير! أنام طوال اليوم ولا أفعل شيئا غير النوم، وفي الليل لا أستطيع النوم، ولكنني أنام عند فتح الكتب.
أحافظ على صلاتي ولكن بدون خشوع، وأشعر أنني أصلي بالحركات فقط، والقرآن لا يمكنني قراءته، وكأن شيئا ما يمنعني، وأجلس لمدة شهرين دون تلاوة كلمة من القرآن، ولم ألتزم بالورد الذي وضعته لنفسي.
عند سماع الأغاني أشعر بالراحة، أخلاقي في السابق كانت مثالية، والآن سيئة ولا أحد يطيقني، الجميع كانوا يمدحون معدلي، وينتظرون معدلي في الثانوية؛ لأنني طالبة مجتهدة ومعدلاتي عالية جدا، أهلي يقولون إنهم يحبونني، ولكنهم يجرحونني بالكلام ويتنمرون علي ولا يثقون بي ويكذبونني على أتفه الأشياء!
أرجو منكم المساعدة، لأنني كرهت الحياة وأريد الموت!
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ندى حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فمرحبا بك -ابنتنا وأختنا الفاضلة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والحرص والسؤال، ونسأل الله أن يعيد إليك الطمأنينة والنشاط، وأن يبلغك رضوانه والنجاح والفلاح.
أقصر طريق لعودة الأمور إلى وضعها الجميل، بل إلى ما هو أحسن يكون بالتوبة النصوح، والعودة إلى ما كنت عليه من التلاوة والطاعات والخيرات، فربنا العظيم قال: {إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم}، واعلمي أن أقصر طريق للفوز بمحبة أهلك ومن حولك أيضا إنما يكون بطاعتك لله؛ لأن قلوب العباد بين أصابع الرحمن يقلبها ويصرفها كيف يشاء، وإذا أطعت الله أحبك الله، وإذا أحب ربنا العظيم عبده أو أمته أمر جبريل أن ينادي: (إن الله يحب فلانا فأحبوه) فيحبه أهل السماء، ثم يلقى له القبول في الأرض، قال تعالى: {إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا}.
أما بالنسبة لموضوع المذاكرة وما يعتريك من النوم والكسل: فأنت بحاجة لقراءة الرقية الشرعية على نفسك، ويمكن أن يقرأ عليك الوالد أو الوالدة؛ لأن دعوتهما أقرب للإجابة، ولا مانع من الذهاب لراق شرعي يقيم الرقية على قواعدها وضوابطها الشرعية، وأحسن علاج هو المداومة على الأذكار في الصباح والمساء، والعودة بوردك القرآني، وقراءة سورة البقرة؛ لأن الأذكار الواردة نافعة فيما نزل وفي ما لم ينزل، ونسأل الله أن يوفقك ويسدد خطاك.
وهذه وصيتنا لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، ونكرر دعوتنا لك بالتوبة فإنه ما نزل من بلاء إلا بذنب، ولا يرفع إلا بتوبة، ونحن بحاجة إلى أن نتوب من غفلتنا ومن ذنوبنا.
وفقك الله وسددك.