السؤال
السلام عليكم.
عمري 18 سنة، منذ 3 أشهر توفي شخص أعرفه بسكتة قلبية، بداية تقبلت الأمر، وبعد 3 أيام أصبحت تراودني أفكار سلبية حول الأمر، صرت أخاف من الموت بالسكتة القلبية، وبدأت أقرأ عن أعراضها، وشعرت بالأعراض فعلا.
اعتزلت الناس، وصرت أفكر في الموت، وصرت أعاني من ألم في منطقة الصدر يمتد إلى اليد اليسرى وقت الراحة أو الجلوس على الكمبيوتر، فازداد خوفي، علما أني لا أعاني من هذه الأعراض مع الجهد.
قرأت في مقالة أن هذه الأعراض لا تصيب من في عمر 18 سنة، لذلك أسألكم هل هذا صحيح؟ لقد أصبحت الفكرة تعيق حياتي، ولم أعد أستمتع بها.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ تسنيم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
المخاوف المرضية مثل النوع الذي حدث لك هي في الأصل تكون بداياتها مرتبطة بحدث خارجي، حدث هذا الحدث وأعطاه الإنسان انتباها أكثر مما يجب وذلك نسبة لمعرفته بالشخص الذي توفي وأنه مرض لفترة طويلة أو مات موت فجاءة.
عموما: هذا نوع من التقاء الخواطر المرضي، الإنسان يتأثر ببيئته ويتفاعل مع بيئته، والقلب هو مركز الحياة -أو هكذا يعتقد الناس- وحين يتوقف القلب يحدث الموت.
هذا الخوف الذي حدث لك إذا هو خوف منقول من مصدر خارجي، ومن المحتمل أنه أصلا لديك قابلية للمخاوف، وهذه ليست حالة مرضية، ولا نعتبرها حتى ظاهرة مرضية، هذا مجرد حدث نفسي إن شاء الله تعالى هو عارض جدا وسينتهي -إن شاء الله تعالى-.
أنت تقبلت الأمر في بدايته، ولكن بعد ذلك حصلت لك هذه الهشاشة النفسية، ومن ثم ظهرت لديك أعراض المخاوف، وحتى الأعراض الجسدية المتعلقة بالذبحة القلبية بدأت تظهر لديك، لكن قطعا هي أعراض نفسية، ونسميها (نفسوجسدية) أي أن التوتر النفسي والخوف تحول إلى توتر عضلي، وأكثر العضلات التي تتأثر دائما هي عضلات القفص الصدري، خاصة أن تخوفك هو حول أمراض القلب.
أيتها الفاضلة الكريمة: هذا الأمر يجب ألا يشغلك أبدا، الموت حق ولا شك في ذلك، وأنا أجيب على سؤالك هذا الآن: يموت مئات الناس أو آلاف الناس بالسكتة القلبية، فالأمر أمر مشاع وأمر موجود، ويجب ألا نعطيه خصوصية، بمعنى أننا يجب ألا نعتقد أننا سوف نموت بنفس هذه الوسيلة. الموت والحياة بيد الله تعالى، وحتى طريقته ووسيلته أيضا بيد الله تعالى، تعددت الأسباب والموت واحد، ولكل أجل كتاب.
فأرجو ألا تلجئي إلى هذه الشخصنة وتركزي على نفسك وذاتك.
طبعا بكل المقاييس والمعايير العلمية الصحيحة صغار السن أقل الناس قابلية للذبحات القلبية، هذا أمر معروف وأمر مفروغ منه.
حرري نفسك من هذا التفكير، حقري هذا التفكير تماما، توكلي على الله، سلي الله تعالى أن يحفظك، لا تدعي مجالا أبدا للشيطان ليدخل عليك حديث النفس هذا والوساوس في وجدانك، اجتهدي في دراستك، كوني مثابرة جدا فيما يخص أسرتك، كوني بارة بوالديك، انظري للحياة بأمل وتفاؤل، ومارسي الرياضة، أي رياضة تناسب الفتاة المسلمة سوف تكون مناسبة جدا بالنسبة لك، وبما أنه لديك هذه الانقباضات في منطقة الصدر أرجو أن تطبقي بعض التمارين الاسترخائية، تمارين التنفس التدرجي، وتمارين قبض العضلات وشدها ثم إطلاقها من التمارين المفيدة جدا، إسلام ويب لديها استشارة رقمها (2136015) أرجو الاطلاع عليها وتطبيق ما ورد فيها من إرشاد فهي مفيدة جدا.
أرجو ألا تقرئي عن الأمراض - أمراض القلب - المعلومات المكتوبة هي معلومات صحيحة في معظمها، لكن كثيرا ما تكون هنالك أيضا معلومات مغلوطة، وكما ذكرت لك الموت حاصل ويحصل لكل إنسان، والسكتات القلبية موجودة، وهذا أمر مفروغ منه.
سلي الله تعالى أن يحفظك، وأن يطيل في عمرك في عمل الصالحات، وأشغلي نفسك بما هو مفيد، واصرفي انتباهك تماما عن هذا التفكير الوسواسي الذي لا داعي له.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.