السؤال
السلام عليكم ورحمة الله.
أنا متزوجة ولدي طفلان، أعيش مع زوجي وأمه في نفس المسكن، وهي تتدخل في حياتي الزوجية كثيرا، وكثيرة الشك، وتحاسبني على راتبي، وتتهمني بأني لا أعين زوجي، وبأني أعطي راتبي لأمي، ولا تحب أن يزورني أهلي، وتعاملهم أحيانا بسوء، ولا تسلم عليهم ولا تجلس معهم، مما جعل أمي وأبي يشعران بالحرج من زيارتي.
وعندما شكوت لزوجي، قال علي بالصبر، وهو يخاف عقوق والدته، لأنه ابنها الوحيد ويخاف أن يصيبها مكروه إذا غضبت، ولكن الوضع لا يطاق؛ لأنني لا أستطيع عيش حياة زوجية خاصة وسعيدة.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أسماء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فاعلمي -وفقك الله- أن الحياة الزوجية لا تخلو من المشاكل، ولكن تعاون الزوجين وتفاهمهما يقضي على كثير منها، وطالما أنك متفاهمة مع زوجك، وأن المشكلة في أمه فقط، فالأمر سهل وغير معقد، فقط تحتاجان إلى معرفة أسباب هذا التصرف منها ومعالجته بالأسلوب المناسب، فإذا أمكن الحوار والتفاهم معها مباشرة من ولدها ونصحها فهو أفضل، وإلا فيمكنكما إخبار أحد اقاربها الثقات لنصحها وتوجيهها.
ويظهر من تصرفها -الذي ذكرت عنها- إنها امرأة قليلة العلم والمعرفة، وتحتاج إلى تفقيه في الأحكام الشرعية وتقوية في إيمانها، وأحسن طريق لذلك هو ربطها برفقة صالحة من النساء، لعلهم يؤثرون عليها وتقضي جزءا من وقتها معهن وتغير طباعها للأفضل.
وننصحك بالصبر والاحتساب وتحمل أخطائها حرصا على طاعة زوجك واستمرار المودة بينكما، وكلامه لك وجيه، ويظهر إنه يعرف طبع والدته، لذا فهو يتعامل معها بهذه الطريقة حتى لا يغضبها ويخسر برها، والواجب عليك تقدير هذا له إن كنت فعلا تحبينه.
كما ننصحك بالتعامل الراقي معها وإشعارها بالحب والاحترام وعدم استخدام ردات الفعل مع أخطائها، وإكرامها بالهدايا حتى تحبك، فإذا أحبتك ستتغير معاملتها لك ولأهلك، قال سبحانه: ﴿ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم}.
كما ننصحكم جميعا بالدعاء والتضرع إلى الله سبحانه بأن يصلح أحوالكم جميعا، فالفرج بيد الله سبحانه، ولا تيأسي من صلاح الحال، فما أنت فيه خير من الفراق وتشريد الأولاد وضياعهم، فالصبر والتحمل حتى يأتي الفرج -بإذن الله-.
وفقكما الله وأصلح حالكما ويسر أمركما.