صديقي الذي تجمعني به عشرة عمر تركني في أصعب لحظات حياتي دون سبب

0 27

السؤال

السلام عليكم

قصتي لا تدخل العقل.

أنا شاب أعزب عمري 28 سنة، أصبت 4 مرات بجلطات في المخ والقلب والرئة والرجل، وأصابني شلل نصفي فجأة بسبب هذه الجلطات.

عندما تعبت أعز أصحابي الذي تجمعني به عشرة سنين لم يسأل عني، رغم وقوفي معه بالمواقف، تركني ورفض أن يقابلني، ذهبت له للبيت لكي أسأله ما بك؟ يقول: لا شيء، ولا أريد مقابلتك، رغم أنه أول شخص سألت عنه عندما فقت من الغيبوبة، ورفض أن يكون بيننا حتى السلام.

مستحيل أن يحدث هذا الشيء، فالعشرة التي بيننا منذ طفولتنا، لأنا تربينا في بيوت بعضنا البعض، وكانت علاقتنا قوية جدا، لا أدري سبب ما حصل هل هو سحر أو حسد؟ ولم أتوقف عن الدعاء منذ 6 أشهر.

لا أريد منه شيئا سوى أن أعرف سبب ما فعله، وقد حاولت أن أتذكر لكنني عجزت عن معرفة السبب.


الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فمرحبا بك -أخي الكريم- وردا على استشارتك أقول:
فما يحل بالإنسان من محن ومصائب ونعم لا يحدث عفويا، وإنما يحدث كل ذلك وفق قضاء الله وقدره، والإنسان هو الذي يقوم بعمل الأسباب لذلك باختيار نفسه، قال ربنا الكريم في كتابه العزيز: (إنا كل شيء خلقناه بقدر) وقال -عليه الصلاة والسلام-: (قدر الله مقادير الخلق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة وكان عرشه على الماء)، ولما خلق الله القلم قال له اكتب، قال وما أكتب قال: (اكتب ما هو كائن إلى يوم القيامة)، وقال -عليه الصلاة والسلام-: (كل شيء بقضاء وقدر حتى العجز والكيس)، والكيس الفطنة.

حدوث تغير في صديقك قد يكون له أسبابه، فيمكن أن يكون ذلك حسدا أو سحرا أدى للتفريق بينكما، وقد يكون بخلا منه حتى لا يتحمل أي تبعات كونك مريضا وتحتاج لمن يكون بجوارك فهو يتملص من ذلك.

الذي أنصحك به أن تعرض نفسك على طبيب مختص من أجل أن يعرف أسباب الجلطات؛ لأن لها أسبابا عضوية فإن لم يكن لها أعراض عضوية فهذا يعني أنها حدثت بسبب سحر.

أوصيك بالمحافظة على أداء الصلوات الخمس في جماعة وخاصة صلاة الفجر؛ فإن لها أثرا بالغا على صحة الإنسان.

عليك أن تنام ليلا وفي وقت مبكر ولا تسهر، فإن للسهر آثارا وخيمة ومنها الإصابة بالجلطات، فقد أفادت بعض التقارير الطبية أن أكثر الجلطات تأتي للإنسان أثناء النوم، وخاصة إذا كان معتادا ألا يفيق من نومه إلا بعد الساعة الثامنة صباحا.

لو أمكن رقية صديقك لدى راق أمين وثقة، وذلك عن طريق تسليط شخص يثق به ليأخذه إلى الراقي فإنني أشك إنه قد أصيب بحسد أو سحر تفريق.

في حالة رفضه الذهاب إلى الراقي أو تبين أنه غير مصاب فالذي أنصحك به ألا تعير ذلك اهتماما، واعتبر نفسك أنك فقدت ذلك الصديق، أو أنه مات، فكثرة التفكير به قد يسبب لك المزيد من الحزن والاكتئاب، وهذا قد يتسبب لك بجلطة أخرى، وقد يكون له آثار وخيمة.

ستجد أصدقاء آخرين قد يكونون خيرا منه، فالصديق الصالح الذي ينبغي الحرص عليه هو من يقف معك في وقت الضيق، وليس الذي يهرب منك.

أكثر من تلاوة القرآن الكريم، وحافظ على أذكار اليوم والليلة، واجعل لسانك رطبا بذكر الله، فإن كثرة الذكر يورث الطمأنينة في القلب، كما قال تعالى: (الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ۗ ألا بذكر الله تطمئن القلوب).

اجتهد في تقوية إيمانك بالله تعالى من خلال كثرة العمل الصالح، فإن الإيمان والعمل الصالح من أسباب جلب الحياة الطيبة كما قال تعالى: (من عمل صالحا من ذكر أو أنثىٰ وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ۖ ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون).

لا شك أنك مهموم بسبب فقدك لصاحبك، وعليه أوصيك أن تلزم الاستغفار، وأكثر من الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- فذلك من أسباب تفريج الهموم فقد ورد في الحديث: (من لزم الاستغفار جعل الله له من كل ضيق مخرجا، ومن كل هم فرجا، ورزقه من حيث لا يحتسب)، وقال لمن قال له أجعل لك صلاتي كلها: (إذا تكفى همك ويغفر لك ذنبك).

نسعد بتواصلك ونسأل الله لك التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات