السؤال
السلام عليكم.
عمري 40 عاما، ولم يكرمني الله بالزواج حتى الآن، مع العلم بأني ميسور الحال ومن عائلة عريقة وعملي مرموق وذو دخل عال ولا يمنعني مانع من الزواج.
مشكلتي أنني كثير التردد من الفشل في الزواج، وأتأثر كثيرا بآراء أهلي في الزواج، مع العلم بأني لست ضعيف الشخصية ولكني شخص متأثر بمن حوله وخاصة في موضوع الزواج، فسخت خطبتي ثلاث مرات لهذا السبب تقريبا فأنا عندما يقترب موعد العقد تظهر أمامي كل سيئات خطيبتي وأهلها، وعندها لا أستطيع الاستمرار، أتحجج بأي حجة وأهرب.
أهلي تأثيرهم سلبي للغاية، فهم دائما كانو يتمنون لي أن أتزوج من واحدة يتفاخرون بها أمام الناس، وبالتالى لم يشجعوني على الارتباط لاعتقادهم أنني يمكنني الارتباط بأفضل البنات إلى أن وصل عمري للأربعين، وهم لم يتغيروا وكذلك أنا، هل هذا يقع تحت دائرة التردد أو الوسواس أو المرض النفسي؟ أرجو نصحي وإفادتي عن أي استشاري نفسي ذي بعد ديني حيث أنني ملتزم والحمد لله، والدين محرك أساسي في حياتي.
وجزاكم الله عنا خير الجزاء.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مما لا شك فيه أن الزواج قائم على التفكير وحسن الاختيار، ثم الإقدام عليه.
أنت والحمد لله رجل متمسك بدينك، وتعلم أن للزواج منافع من ناحية الدين والدنيا، وهذا في حد ذاته أرى أنه يجب أن يكون الدافع والمكون الرئيسي لتفكيرك، وأنت قد بلغت الآن سن الأربعين، فلا يجوز التأخير أكثر من ذلك.
أخي: يجب أن تعلم دائما أنه لا توجد امرأة مثالية، كما أنه لا يوجد رجل مثالي، فقط أبحث عن الضوابط الشرعية والصفات التي حثت عليها السنة المطهرة في المرأة، وهذا في حد ذاته سوف يساعدك كثيرا في الاختيار، فابحث عن ذات الدين وذات الخلق، وهنا ستجد أن التردد في الاختيار أصبح متقلصا جدا، وستكون أكثر طمأنينة في اختيارك .
إشراك الأهل ليس أمرا مرفوضا أو مذموما، ولكن مما لا شك فيه أنك أنت صاحب القرار النهائي، ولذا أرى أنه لا بأس من أن تستشير من أسرتك من ترى أن لديه رصيدا أكبر من المعرفة والحكمة، ولكن لا تشعب الأمر بأن تجعل أكثر من شخص يتدخلون في هذا الموضوع.
فتوكل على الله وأقدم على الزواج دون تردد، والله نسأل أن يعينك ويوفقك لكل خير.