السؤال
السلام عليكم
بدأت تأتيني نوبات دوار مع عدم الاتزان ودوخة خاصة أثناء السير في الشارع، مع حالة من الزغللة في النظر، فحوصاتي كلها سليمة، ولم أتحسن إلا عندما كتب لي طبيب المخ والأعصاب دواء المودابكس والدوجماتيل، وتوقفت عنهما بعد 5 شهور، وكنت سليما لفترة، ثم عاد التعب، فتناولت الفافرين 100 قرصا قبل النوم والدوجماتيل، وما زلت مستمرا في أخذهما منذ 5 أشهر، وتحسنت مرة أخرى، ولكن أشعر أن حالتي غير مستقرة، فأحيانا أكون سليما وأحيانا أشعر بالأعراض السابقة.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ إبراهيم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
لديك استشارات سابقة ذكرت فيها شيئا من القلق وأعراض نفسوجسدية، والآن في هذه الاستشارة أنت تشتكي من نوبات دوار وعدم الاتزان والدوخة أثناء السير في الشارع، وقمت بمقابلة طبيب المخ والأعصاب، وأحسب أنه قد أجرى لك الفحوصات الطبية المطلوبة، والحالة قد تكون مرتبطة فعلا بالقلق النفسي، لكن الفحص الطبي مهم، على الأقل إجراء صورة مقطعية للدماغ - حتى ولو قمت بها مرة واحدة - هذا سوف يبعث في نفسك طمأنينة كبيرة.
تأتي بعد ذلك العلاجات، وأهم علاج هو التجاهل، ما دام قد أثبت لك طبيا أنك سليم من الناحية العضوية فيجب أن تتجاهل هذه الدوخة، ولا تجعلها شيئا نمطيا في حياتك، بمعنى أنك متى ما خرجت في الشارع تعتقد أن الدوخة سوف تأتيك، تعتقد أنه سوف يأتيك شيء من عدم الاتزان وأنت تسير. التجاهل مهم، صرف الانتباه مهم، أن تشغل نفسك بشيء مفيد، مثلا وأنت تسير في الشارع سبح واستغفر وصل على الرسول صلى الله عليه وسلم، تأمل في شيء طيب، أقرأ شيئا تحفظه من القرآن، هذا يأخذ حيزا كبيرا من تفكيرك، ويجعله تفكيرا طيبا وإيجابيا، ويصرف الانتباه تماما عن التوقع أو الشعور بالدوخة وعدم الاتزان.
يجب أن تمارس الرياضة بانتظام وتجعلها جزء من حياتك، رياضة يومية لمدة ساعة إلى ساعة ونصف سوف تغير حياتك.
النوم الليلي المبكر أيضا مطلوب وله أثر إيجابي جدا على الصحة النفسية والصحة الجسدية.
الصلاة مع الجماعة في المسجد، والوقوف في الصلاة يشعرك بالاتزان التام، وهذا سوف يساعد كثيرا في علاج مشكلتك هذه.
فعالياتك الاجتماعية يجب أن تزداد، ولا تتخلف عن أي واجب اجتماعي. ابن صداقات وشبكات اجتماعية ممتازة. القراءة، الاطلاع، التطوير المهني في وظيفتك - وأنت ككاتب على الحاسب الآلي - يجب أن تكتسب المزيد من المعارف، كن متقنا، كن ذا كفائة عالية في عملك، انضم لأحد حلق القرآن حتى ولو مرة في الأسبوع، هذا يصرف الانتباه عن الأعراض هذه، وهذه نصائحي لك.
أما بالنسبة للدواء فالأدوية متقاربة ومتشابهة، ولا أعتقد أن الدواء سيكون هو خط علاجك الأول، خط علاجك الرئيسي والأول هو ما ذكرته لك من إرشاد إسلامي وسلوكي واجتماعي، احرص عليه.
ليس هنالك ما يمنع أن تتناول الفافرين، هو دواء بسيط جدا وسليم، بعد أن تكمل الستة أشهر من العلاج اجعل الفافرين خمسين مليجراما، واجعل الدوجماتيل كبسولة واحدة - أي خمسين مليجراما - وبعد ثلاثة أو أربعة أشهر أخرى توقف عن الدوجماتيل واستمر على الفافرين لمدة ثلاثة إلى أربعة أشهر أخرى، ثم توقف عنه.
هذه نصيحتي لك، وأنا متفاؤل جدا أن حالتك -إن شاء الله- بسيطة وسوف تتحسن.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.