السؤال
السلام عليكم.
لدي استشارة نفسية.
عمري 21 سنة، منذ حوالي سنة أو أكثر دخلت في وظيفة جديدة، وهي بنظام الشفتات، وأكاد لا أملك وقتا للحياة، فتغيرت نفسيتي من سيء إلى أسوأ، حتى مع الراتب الذي أستلمه، وحالي ميسور جدا.
إذا فرحت أرى الفرحة كأنها ليست حقيقية، ليست الفرحة السابقة، وأشعر بنصف صدري شعور اليأس مع كل فرحة، وإذا تفرغت يبدأ عقلي بتذكيري بأشياء محرجة وأشياء حزينة لكي أدخل في نوبة حزن تستمر إلى أيام، حتى إذا صادفت شخصا متكبرا أو شخصا قهرني يجعلني حزينا لأنه قلل من قدري.
لو تكلمت وزدت بالكلام ما أسكت، وأريد الحل العاجل.
الحمدلله لم ولن أفكر بالانتحار؛ لأنني مؤمن بالله ومسلم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عابر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نشكرك على التواصل مع إسلام ويب.
عمل المناوبة والشفتات في بعض الأحيان يؤدي إلى ما نسميه بعدم القدرة على التكيف، أو عدم القدرة على التواؤم، بمعنى أن الساعة البيولوجية لدى الإنسان اختلت مما كانت عليه، وهذا أدى إلى تأثيرات نفسية قد تظهر في شكل تقلبات مزاجية، أو في شكل قلق أو وسوسة، أو نوع من الإجهاد النفسي.
أنت لا تعاني من مرض حقيقي، فقط الأمر يتطلب منك المزيد من الصبر، وأن تأخذ قسطا كافيا من الراحة، يجب ألا تقل ساعة نومك عن ست ساعات على الأقل في اليوم، ويجب أن تمارس رياضة، وتكون إيجابيا في تفكيرك، وليس هنالك ما يدعوك للشعور باليأس، فالحياة طيبة، وأنت -الحمد لله- رجل مؤمن بالله، ورجل مسلم، وعليك بالالتزام التام بالصلاة في وقتها، وأن تدعو الله تعالى أن يحفظك، وحافظ على الأذكار، فيها خير كثير.
انظر للحياة بمنظار الأمل ومنظار الرجاء، وضع لنفسك مشروع حياة، ما الذي تريد أن تقوم به في المستقبل؟ خطط لذلك وكن واقعيا فيما تخطط له، واحرص على بر والديك، وتواصل اجتماعيا، ورفه عن نفسك بما هو طيب وجميل، وتخير الصحبة والرفقة الطيبة.
هذه الأمور - يا أخي - كلها هي التي تخرجك من هذا النوع من المشاعر التي في جلها هي نوع من تقلب المزاج، ناتج عن عدم القدرة على التكيف، لكن التكيف سوف يأتي، إذا التزمت بما ذكرته لك وطبقت ما أرشدناك إليه سوف تجد نفسك عما قريب بإذن الله تعالى أنك في حالة أفضل وفي مزاج أثبت ومشاعر -إن شاء الله تعالى- كلها أمل ورجاء وفرحة.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.