السؤال
السلام عليكم.
أنا شاب في الثلاثين من عمري، وأعمل في كندا الآن بعد نشأتي ودراستي في مصر، متزوج وعندي ثلاثة أولاد، في الحقيقة حالتي هذه بدأت معي في عمر صغير عندما انتقلت من مدرسة إلى مدرسة أخرى وأنا في الثانية عشر من عمري، فأصبت بأعراض ما يسمى بعدم التأقلم، ثم اختفت تلك الأعراض إلى أن ظهرت مرة أخرى وأنا في الثامنة عشر من عمري عندما اضطررت للسفر إلى بلد آخر للدراسة.
وكانت تلك الأعراض تتلخص في عدم القدرة على النوم المنتظم، إحساس بالوسواس، إحساس بالاكتئاب، في الحقيقة عندما أتتني هذه الأحاسيس سابقا لم أكن أقاومها وكنت أكتفي بأخذ الدواء، وكانت تأتي لي حالات هلع وخوف شديد وألتصق بجانب أبي وأمي، وخوف من الانتحار وكذلك خوف من مواجهة الحياة، وظللت كذلك حتى سن الرابعة والعشرين مع نجاحي في الدراسة، ولكنها أتتني عند استلامي للعمل فكان يحدث أن أترك أعمالا بسبب ضغط هذه المشاعر علي.
ثم قررت في إحدى المرات أن أبدأ بمقاومة الحالة مع الاستعانة بالله، وأدى ذلك إلى أن الحالة لم تكن تأخذ وقتا طويلا كما سبق، وأدى أيضا إلى أنني لم أضطر إلى الاستقالة من العمل، ومحاولة الهروب من المواجهة كما كان يحدث من قبل، وبالعكس، كنت أصر على الاستمرار في أي نشاط كنت أؤديه حتى لا أشعر أن لهذه الحالة تأثيرا علي مع أخذ دواء (الزولوفت) لمدة أسبوع أو اثنين، وكنت أيضا أصر على مواجهة المشكلة التي أعتقد أنها تبتعث الحالة في نفسي.
وكان هذا أسلوبا ناجحا، فقد أصبحت تختفي بسرعة بعد أسبوع أو اثنين تماما، ولكن الواقع أن الحالة لم تختف إلى الأبد، وإنما تأتي على فترات متقطعة مثلا مرة كل ستة شهور أو سنة، وتأتي بنفس الأفكار تقريبا ونفس الهلع ونفس الخوف ولكن اختلف تفاعلي معها، فبدلا من الرقاد في السرير والاستسلام بدأت المقاومة ومحاولة الانسجام فيمن حولي لكي أقاوم، بل وبعد ذلك أصبحت أعلم متى تأتي وما الذي سيصيبني من وساوس عندما تأتي، فأتفاعل معها بهدوء برغم الإحساس العام بالانقباض والاكتئاب، هذا مع الإصرار على الصلاة والابتهال والدعاء والاستغفار.
السؤال الآن، هل لهذه الحالة من نهاية؟ إنها لا تؤثر في الآن كما سبق ولله الحمد، وزوجتي صابرة، ولكني أريد أن أتخلص منها تماما إن لم يكن الله مقدرا لها أن تكون حالة دائمة، وإن كان لها علاج شاف، وجزاكم الله خيرا.