رفض الأهل للمخطوبة بسبب النسب

0 440

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم

أريد أن أتزوج من فتاة أعرفها جيدا، ذات دين وعقل، أقل ما يقال عنها: إنها ذات دين، والدي ربما يكون رافضا هذه الفتاة فقط لمجرد أنه يريد واحدة أخرى، لم أفاتحه في هذا الموضوع، لكن أعتقد أنه سيرفض من أجل الرفض ليس لسبب آخر.

هل هناك من استشارة كي أقنعه، وهل يمكن أن يكون على صواب إذا رفض هذه الفتاة على أساس الأصل والنسب، أو من قبيلة كذا وكذا، أو كلام الناس. إلخ
أرجو إفادتي، وشكرا .


الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.

الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله .

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد ،،،

بداية يسرنا أن نعرب لك عن سعادتنا لاتصالك بموقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلا وسهلا ومرحبا بك بين أهلك وإخوانك، والله عز وجل نسأل أن يكثر من أمثالك في المسلمين، وأن يوفقك لما يحب ويرضى، وأن يجمعك بتلك الأخت الصالحة على خير، وأن يرزقكما الذرية الصالحة، وأن يشرح صدر والدك لقبولك الزواج منها، وأن يكون عونا لك على ذلك.

ولدي الكريم محمد! مما لا شك فيه أن الإسلام وهو يضع شرط الدين في الزوجة إنما يراعي مصالح الأسر في العاجل والآجل، إذ أن المرأة المتدينة هي بكل المقاييس أقدر من غيرها على تأسيس أسرة سعيدة مستقرة، وكفاها فضلا وشرف أن وليها هو الله، وأنها أقرب ما تكون منه، وأنها تخشاه في السر والعلانية خشية تحول بينها وبين خيانة زوجها في نفسها أو ماله وولده، تعرف من شرع ربها حق زوجها عليها، وأن رسولها عليه الصلاة والسلام قال: (لو كنت آمرا أحدا أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها رضا بما يصنع) قل لي بربك: أي امرأة تقبل هذا المنطق إذا لم تكن ذات الدين؟ أي امرأة تحرص على إسعاد زوجها وتتواضع له إذا لم تكن ذات دين؟ لا أعتقد امرأة في العالم تقدر على إسعاد زوجها وإكرامه وحفظه مثلما تصنع المرأة المسلمة المتدينة، الفاهمة حقا لدورها ورسالتها في الحياة، من أهم خصائصها: إذا نظر إليها زوجها سرته، وإذا أمرها أطاعته، إذا غاب عنها حفظته في عرضها وماله، ومن هنا شدد الإسلام على ضرورة اختيار ذات الدين كأساس في الاختيار، وجعل هذا هو الركيزة الأساسية في القبول، مع عدم إغفال الجوانب الأخرى، إلا أنها تأتي في المرتبة الثانية، وفي ذلك يقول المولى جل وجلاله: (( ولأمة مؤمنة خير من مشركة ولو أعجبتكم ))[البقرة:221] ويقول النبي المصطفى عليه صلوات ربي وسلامه: (فاظفر بذات الدين تربت يداك)، ويقول كذلك: (ولأمة شوهاء ذات دين أفضل) إلى غير ذلك من النصوص الداعية والمؤكدة على اعتبار قضية الدين هي الأساس الأول في الاختيار، وأنا اعتقد أن والدك ما دام من الصالحين ويحب الله ورسوله ويعتز بانتمائه لهذا الدين العظيم لن يرفض أبدا كلام الله ورسوله؛ لأنه مسلم يحب الله ورسوله، ويعلم أن ما جاء به القرآن والسنة هو الحق ولا حق سواه أو فوقه.

ولذلك أنصحك ولدي المهندس محمد أن تفعل الآتي:

1- صل أولا صلاة الاستخارة لتكسب خيرة الله وتعرف حقيقة الأمر.

2- استشر بعض أهل العقل في ارتباطك بهذه الأخت؛ لأن أهل مكة أدرى بشعابها، فأسأل العلماء والأفاضل عن هذا الاختيار.

3- لا مانع من صلاة ركعتين بنية قضاء الحاجة، وادع فيهما بدعاء قضاء الحاجة، وهناك أدعية كثيرة في كتب الأذكار والسنة.

4- أكثر من الدعاء والإلحاح على الله بعد الاستخارة والاستشارة أن يشرح صدر والدك لقبول هذا الزواج والمساعدة فيه.

5- اعرض الأمر على والدتك أولا لتساعدك برأيها إن كنت ترى أنها تصلح لذلك، فاستعن بها في إقناع والدك، وعليك ببركة دعائها، فاطلب منها الدعاء لك لتحقيق أملك؛ لأن دعاء الوالد أو الوالدة لا يرد كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم.

6- اعرض الأمر بعد ذلك على والدك مباشرة أو بواسطة أشخاص من المقربين لوالدك من ذوى العقل والديانة.

7- أكثر من قول: (اللهم يا مدبر كل أمر عسير، دبر لي فإني لا أحسن التدبير).
8- لا مانع من التصدق بصدقة أو صيام يوم أو أكثر بنية قضاء هذه الحاجة، وبذلك تكون قد أخذت بالأسباب الممكنة، فإن كان فيها من خير ولك فيها نصيب فتأكد من أن الله لن يخزيك، وسيجمعك به قريبا، وإلا (( فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا ))[النساء:19] وبالله التوفيق.


مواد ذات صلة

الاستشارات