دائما أشعر بالخوف من أن تعاودني النوبة؟

0 12

السؤال

أسعد الله كل أوقاتكم بطاعته..

وجزاكم ربي خيرا على ما تقدمونه من نفع.

أنا أعاني من الصرع منذ كان عمري أربعين، أصابني فجأة، وكانت نوبات بسيطة، وصف الدكتور الديباكين 500 نصف قرصا صباحا وآخر مساء، ولكن قبل فترة بسيطة، جاءتني النوبة بشكل متكرر، وأنا نائمة، ونقلت للإسعاف، وحقنوني بأدوية كثير حتى فقت، بعدها زاد الطبيب الجرعة لـ٥٠٠ صباحا وثانية مساء.

ولكن لا زلت أحس بالخوف من أن تعاودني النوبة في أي مكان، كما أنني أنام كثيرا لوحدي، فهل في ذلك بأس؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ موون حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والشفاء.
لا شك أن الطبيب قد قام بكل الفحوصات المطلوبة في حالة مرض الصرع، ومن أهمها إجراء تخطيط الدماغ والصورة المقطعية أو صورة الرنين المغناطيسي للدماغ.

ظهور هذه النوبات الصرعية في عمر الأربعين يدل على أنها في الغالب هي نوبات بسيطة، ما دام ليس هناك سبب معروف، وإن كان لديكم عوامل وراثية، هذا أيضا يجعل القابلية لمثل هذا النوع من النوبات.

الهدف في علاج الصرع هو ألا تأتي نوبات، وبفضل من الله تعالى من يلتزم بعلاجه ويتناول الدواء الصحيح والجرعة الصحيحة نستطيع أن نقول أن نسبة الشفاء عالية جدا وهي خمسة وثمانون بالمائة (85%).

عقار دباكين هو من الأدوية الممتازة جدا، لكن يجب أن تكون الجرعة جرعة صحيحة، هذا أمر حتمي وضروري جدا، أنا أعتقد أن هذه النوبات قد عاودتك لأنك كنت تتناولين جرعة صغيرة، يعني: 250 مليجراما صباحا ومساء ليست جرعة علاجية أبدا لمرض الصرع.

الجرعة – أيتها الفاضلة الكريمة – تحسب من خلال أن نضرب الوزن في عشرين (الوزن × 20)، يعني مثلا: إذا كان وزنك سبعين كيلوجراما، حين نضربها بعشرين فسيكون الحاصل ألف وأربعمائة (70×20=1400)، هذه هي أقل جرعة صحيحة، أنا أعطيك مثالا، وهكذا يكون حساب الجرعة.

الآن أنت تتناولين ألف مليجرام يوميا، وهذه قد تكون جرعة مقبولة جدا، كثير من الناس يستمرون عليها كجرعة وقائية. فإذا حساب الجرعة بصورة صحيحة أمر مهم.

والدباكين من الأدوية التي يمكن أن نفحص مستوى الدواء في الدم، هذا أيضا يمكن أن يقوم به الطبيب، وأهم شيء أن تلتزمي بالعلاج، وأن تكون الجرعة صحيحة.

أما التخوف – أو ما نسميه بالقلق التوقعي – فهذا موجود عند كثير من الناس الذين يعانون من هذه النوبات، لكن في ذات الوقت أقول لك: يجب أن تطمئني، ما دام العلاج صحيحا والجرعة صحيحة إن شاء الله تعالى لن تعاودك هذه النوبات، وعليك بالدعاء، وسلي الله تعالى أن يحفظك.

وأنا أبشرك أن الدباكين - إن لم يكن الدواء الأنسب بالنسبة لك – توجد أدوية أخرى مثل الـ (كيبرا) مثلا، لكن الدباكين في ذات الوقت دواء ممتاز، ودواء سليم، وربما يكون النوم الكثير منه، هذا قد يكون ناتجا من أن الطبيب قد رفع الجرعة، وفي هذه الحالة سوف يتلاشى هذا الأثر، أي الميول للنوم الكثير سوف يتلاشى مع مرور الأيام، وبعض الناس ننصحهم أن يتناولوا عقار (كرونو) وهو الدباكين لكنه بطيء الإفراز، وهذا يمكن أن يتم تناوله كجرعة واحدة ليلا.

وأعتقد أنك يمكن أن تتغلبي على هذا العرض – أي النوم الزائد – من خلال أن تحرصي على النوم الليلي المبكر، وأن تتجنبي النوم النهاري، أن تتناولي فنجانا من القهوة المركزة في الصباح مثلا، وفي وقت العصر، وأن تقومي ببعض التمارين الرياضية، وأن تشغلي نفسك بما هو مفيد، وإن شاء الله تعالى أمورك كلها ستكون على خير.

أسأل الله تعالى لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات