وسواس الموت يطاردني حتى صور لي المستقبل كئيبا

0 19

السؤال

السلام عليكم.

سأتزوج بعد أربعة أشهر، وأريد أن أعيش حياة زوجية طبيعية ومريحة، فأنا أعاني من وسواس الموت، وأخاف من الموت خوفا شديدا، أخاف أن تخرج روحي في أي مكان، مثلا لو خرجت لمطعم أو حديقة أشعر باختناق، وأبلع ريقي وأبلع الهواء، وتسرع دقات قلبي، وبطني ينتفخ، ولا بد أن اشرب الماء ليخف الاختناق، ولا أستطيع البقاء في مكاني، أتوتر وأكاد يغمى علي، أفكر كيف يمكنني الزواج، فربما يحدث حمل بعد الزواج ولا أحتمل الأمر فأموت، حالتي سيئة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ علياء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في الشبكة الإسلامية، وأسأل الله تعالى أن يتم هذا الزواج وأن يجعله زواجا مباركا، وأن يجمع بينكما على الخير.

أعراضك أعراض بسيطة، واضحة جدا، لديك قلق المخاوف، ويظهر أن مخاوفك فيها الجانب الاجتماعي والجانب الوسواسي، لديك أعراض نفسية ولديك أعراض جسدية مثل تسارع ضربات القلب والشعور بالاختناق، والجفاف في الفم: هذه كلها أعراض نفسوجسدية، بمعنى أنها أعراض جسدية لكن منشأها نفسي.

علاج هذه الحالة بسيط، وأنا أتفق معك يفضل أن تعالجيها قبل الزواج. أرجو أن تذهبي إلى طبيب نفسي، الطبيب سوف يصف لك بعض الأدوية المضادة للمخاوف، ودواء واحد مثل العقار الذي يسمى (زولفت) واسمه العلمي (سيرترالين) سيكون دواء رائعا ومفيدا جدا لك، وهو دواء لا يسبب الإدمان، ولا يؤثر على الهرمونات النسائية، ولن تحتاجي له لفترة طويلة.

بجانب العلاج الدوائي أريدك أن تكثري من المواجهات، من أكثر الأشياء المضرة هو أن يستجيب الإنسان لنداءات المخاوف ويتجنب ويبتعد، لا، المخاوف يجب أن نقتحمها، يجب أن نخالفها، يجب أن نقوم بما هو ضدها، وبالتدريج -إن شاء الله تعالى- تختفي تماما، وأنا أؤكد لك لن يحدث لك اختناق أبدا إذا خرجت وذهبت وجلست في المطعم، لا، هذا لن يحدث، أؤكد لك ذلك، هذا مجرد شعور. إذا ذهبت – مثلا – لزيارة الأهل، إذا شاركت في مناسبة اجتماعية، نعم يأتيك شعور بعدم الارتياح، وكأنك سوف تفقدين السيطرة على الموقف، لكن هذا كله ليس صحيحا.

إذا المبدأ العلاجي السلوكي هو: المواجهة وعدم التجنب، وإذا أكثرت من المواجهات في ظرف أسبوعين إلى ثلاثة سوف تحسين براحة كبيرة، وقطعا الدواء سوف يساعدك جدا.

من المهم جدا أيضا أن تتدربي على التمارين الاسترخائية، هذه التمارين مفيدة جدا، خاصة بالنسبة للذين يأتيهم شعور بالكتمة أو ضيقة في التنفس؛ لأن عضلات القفص الصدري حساسة جدا، وحين يكون الإنسان قلقا ومتوترا ينعكس هذا التوتر على عضلات القفص الصدري مما يعطي الإنسان هذا الشعور الزائف وغير المريح، وهو شعور بالاختناق أو بالكتمة.

تمارين الاسترخاء يمكن أن يدربك عليها الطبيب، أو يمكنك الرجوع لأحد البرامج الموجودة على الإنترنت، وموقع إسلام ويب أعد استشارة فيها بيان كيفية ممارسة تمارين الاسترخاء، رقمها (2136015) أرجو الاطلاع عليها وتطبيق ما ورد فيها.

موضوع الموت والخوف من الموت: هذه كلها مشاعر زائفة جزء من المخاوف الوسواسية، و-إن شاء الله تعالى- إذا طبقت ما ذكرته لك من إرشاد سوف تتغير حالتك، وسوف تحسين -الحمد لله- بالراحة والسعادة والاسترخاء.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات