السؤال
السلام عليكم.
عمري 23 سنة، متزوجة منذ أشهر، وموفقة في زواجي -والحمد لله-.
منذ شهر تغيرت طباعي وميولي، وأصبح مزاجي متعكرا أغلب الوقت، وصرت أحب الوحدة، وأكره الخروج والتواصل مع الآخرين، وأبكي بلا سبب، وأعاني من ألم في الرأس وحرارة في العين والأذن، لا أعلم ما بي، فكيف أخرج من هذه الحالة؟ أرجو المساعدة.
بارك الله فيكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ميس حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -أختنا الكريمة- وردا على استشارتك أقول:
هنالك من لا يحب أن يرى غيره في سعادة وتوفيق وهم أصحاب الأنفس الشريرة، فينتج عنهم حسد من يرونه في نعمة، فعلى الأغلب أنك أصبت بحسد من شخص ما.
الذي أوصيك به أن تنظري فيمن حولك، وهل تشكين بأحد منهم، فإن شككت فيه وأمكن أن تأخذي شيئا من أثره كبقية الماء الذي شرب منه أو الماء الذي غسل يده فيه أو بعض ملابسه الداخلية شريطة ألا تكون مغسولة، يعني يكون قد لبسها وخلعها بعد لبسها ولكنه لم يغسلها بعد، ومن ثم تأخذين ذلك الأثر وتضيفين إليه بعض الماء وتغتسلين به، وخاصة المكان الذي يؤلمك، فإن كان هو من أصابك بالحسد فسوف تشفين مباشرة منه، وإن كان غيره فلن تحسي بشيء، وعليك أن ترقي نفسك بالآيات القرآنية والأدعية المأثورة حتى تشفي -بإذن الله تعالى-.
تضرعي بالدعاء بين يدي الله تعالى وأنت ساجدة وسلي الله تعالى أن يشفيك ويعافيك مما تعانينه، وكوني على يقين أن الله لن يرد يديك صفرا.
اجتهدي أنت وزوجك في تقوية إيمانكما من خلال كثرة العمل الصالح، فذلك من أسباب جلب الحياة الطيبة يقول تعالى: (من عمل صالحا من ذكر أو أنثىٰ وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ۖ ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون).
حافظي على الصلوات الخمس في أول وقتها وأكثري من تلاوة القرآن الكريم وسماعه، وداومي على أذكار اليوم والليلة، فذلك سيجلب لقلبك الراحة والطمأنينة وسيكون لك حرزا من كل شر -بإذن الله تعالى-.
لا تذكري لأحد ما يدور بينك وبين زوجك ولا عن طريقة عيشتكما وحسن تعامله معك، فإن ذلك يجلب الحسد ويثير غضب الأنفس المريضة.
أكثري من دعاء (اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن وأعوذ بك من العجز والكسل).
أنصحك أنت وزوجك أن ترقيا نفسيكما صباحا ومساء من باب الاستشفاء والتحصين.
لا تكثري التفكير فيما حل بك وتوكلي على الله وأحسني الظن به، وكوني على يقين أن الله سيرفع عنك ما تجدين فقد جاء في الحديث: (أنا عند ظن عبدي بي، إن ظن خيرا فله، وإن ظن شرا فله).
نسعد بتواصلك في حال أن استجد أي جديد في حياتك، والله الموفق.