السؤال
السلام عليكم..
تدهورت حالتي مؤخرا، تقلبات في المزاج، واكتئاب جسيم، وعصبية وأفكار ضد المجتمع، وانفعالات غير مبررة، واضطراب في النوم، وقلق في أمور كثيرة، زرت الطبيب، وطلب مني استخدام دواء الرزبريدال، وتحسنت تحسنا كبيرا، ومنذ اليوم الأول حقيقة.
جرعتي الآن 2 ملج، والطبيب سيرفعها تدريجيا حتى 6 ملج لفترة، ثم سيخفضها، فما رأي سعادتكم؟
كيف أتعامل مع ارتفاع هرمون الحليب مع الرغبة الجنسية والانتصاب؟ سيدمرها الدواء، وبنفس الوقت لا أريد إيقافه، فهل تنصحون بزيارة طبيب غدد؟ وهل دواء انفيجا سيسبب نفس الأثر برأيكم؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ طارق حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد، وأشكرك على الثقة في إسلام ويب.
الحمد لله أن استجابتك لعقار رزبريادال كانت استجابة رائعة جدا، وأنت قمت بمقابلة الطبيب.
الأعراض التي ذكرتها – وهي تقلبات المزاج والشعور بالاكتئاب والتوتر والعصبية، ومشاعرك السلبية نحو المجتمع – هذا النوع من الأعراض هل هي أعراض اكتئاب نفسي؟ هل هناك فعلا أفكار بارونية ظنانية شكوكية؟ هذا مهم من ناحية التشخيص حقيقة، لأن إذا كان الأمر هو اكتئابا نفسيا معه بعض الأفكار الظنانية البسيطة ففي هذه الحالة الرزبريادال بجرعة اثنين مليجرام سوف يكون كافيا جدا، وحتى إذا رفعت جرعته يمكن أن ترفع حتى ثلاثة أو أربعة مليجرام، لكن لا أرى هنالك داع لجرعة الستة مليجرام، هذا مع احترامي الشديد للأخ الطبيب الذي قرر أن يعطيك هذه الجرعة، وقطعا هذا الأخ الطبيب هو في موقف أحسن مني لتقييم حالتك؛ لأنه قد قام بفحصك فحصا مباشرا.
عموما استفسر من الطبيب حول التشخيص وطبيعة التشخيص، وإن كان من الأجدى أن يضيف على الرزبريادال دواء يحسن المزاج بجرعة صغيرة، مثل الـ (بروزاك) مثلا، بجرعة كبسولة واحدة في اليوم، أو الـ (سبرالكس) حتى عشرة مليجرام، فالخيارات حقيقة موجودة، وهي سهلة جدا.
أما إذا كان الأمر يعتمد فقط على العلاج بالرزبريادون فأنا أقول لك الرزبريادون دواء رائع ودواء ممتاز جدا، وموضوع ارتفاع هرمون الحليب: نعم هو وارد، ويحدث لكثير من الناس، لكن بعض الناس لسبب ما لا تحدث لهم هذا العرض الهرموني.
موضوع الرغبة الجنسية: الرزبريادون وارتفاع هرمون الحليب قد يؤثر، لكن ليس تأثيرا كبيرا، وأنا أعتقد الذين يشتكون من ضعف الرغبة الجنسية الشديد معظمهم وقعوا تحت تأثير الجانب النفسي وليس الجانب البيولوجي، لأن في الجانب النفسية الخوف من الفشل يؤدي إلى الفشل ويضعف الرغبة الجنسية.
عموما هرمون الحليب يجب أن يفحص ويقاس، وإذا كان مرتفعا ففي هذه الحالة تتناول عقار (كابيرجولين Cabergoline)، هذا الدواء خافض لهرمون الحليب، وهو ممتاز جدا، يتم تناوله بجرعة نصف مليجرام أسبوعينا، ويؤدي إلى نتائج رائعة جدا.
فإذا استمر على الرزبريادون بالكيفية التي يقررها لك الطبيب، وقم بإجراء الفحوصات، تأكد من مستوى هرمون الغدة الدرقية، ولا أعتقد أنك في مقابلة طبيب غدد؛ لأن معظم الأطباء النفسيين المختصين لديهم إدراك حول هذه العلة. ويفضل فقط أن تفحص مستوى هرمون الغدة الدرقية.
والكابيرجولين عقار ناجح جدا لتخفيض هرمون الحليب (برولاكتين) المرتفع.
عقار إنفيجا نعم لديه نفس الأثر، وأيضا يرفع من مستوى هرمون الحليب.
الدواء الوحيد الذي لا يرفع هرمون الحليب وربما يؤدي نفس الغرض هو الـ (إرببرازول)، والذي يعرف تجاريا باسم (إبليفاي)، دواء أيضا رائع وممتاز، وفي حالات الشكوك البسيطة أنا أعطيه غالبا من خمسة إلى عشرة مليجرام، وإن كان هنالك اكتئابا أضيف إلى هذا الدواء مضادات الاكتئاب.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.